الخميس، 1 نوفمبر 2012

علوم المقامات والطاقة




علوم المقامات والطاقة
سبعة اجساد وسبعة مقامات      

                     






هناك سبعة أجساد في كيان الإنسان..
وهناك أيضاً سبعة مقامات أو مراكز للطاقة والألوان
كل مقام منها متصل بطريقة خاصة مع الجسد الموازي له
الجسد المادي
لجسدك عليك حق... علينا أن نبدأ رحلة الحج الداخلية والتعرف على أنفسنا من جسدنا المادي المرئي...
لنرتفع من مقام النفس الأرضية الشهوانية، إلى مقام نفس الراضية السماوية..
التعرف على الجسد المادي أولاً سيفتح لنا الأبواب لما هو أبعد من حدود الجسد المحدود...
معرفتنا للجسد الأول ستعطينا لمحات عن الجسد الثاني... وعندها يمكن الانتقال إليه
لذلك فلنبدأ بما هو مرئي ومادي ونراقبه ونتابع ما يحدث في هذا الجسد لحظة بلحظة
ليس على السطح والجزء الظاهر الذي نراه من الخارج فحسب، بل أيضاً ما يحدث في الداخل
بإمكاننا أن نراقب ونحس بما يحدث في داخل الجسد أيضاً، فأنا أستطيع أن أراقب يدي وأنا انظر إليها من الخارج
لكن عندما أغمض عيني بالرغم من أني لا أراها لكن لا يزال هناك إحساس داخلي أيضاً بوجود يدي..
أنا أحس بها رغم أني لا أراها، وهذا ما ندعوه بالإحساس الداخلي بالجسد
إذاًً عليك ألا تكون واعياً فقط لإحساسك الخارجي، فقط لما تراه بعينيك من هذا الجسد
فهذا لن يقودك إلى ما هو أبعد وأعمق... لما هو غير مرئي لكن موجود
كن منتبهاً لما تحس به في الداخل.. فالإحساس الداخلي مختلف تماماً .
إذاً الخطوة الأولى هي أن نبدأ الإحساس بالجسد من الداخل ومراقبة ما يحدث..
الجسد يتغير بتغير الحالات التي تمر بها أنت:
راقب إحساسك به عندما تكون في حالة حب، ستجد بأنك تحس بشيء محدد في داخلك.. بحالة معينة... أما عندما تعيش حالة من الكره تجاه شيءِ أو شخص ستجد أن هذا الإحساس الداخلي بجسدك قد تغير تماماً عن حالة الحب... عندما تكون في حالة من الكسل والخمول ستجد أن الإحساس يختلف عنه عندما تكون في حالة من النشاط والحيوية، أو عندما تشعر بالنعاس .. هناك دوماً اختلاف.
هذه الاختلافات المميزة يجب أن تكون معروفة بالنسبة لك، وعندما يكون إحساسك بهذا الاختلاف واضحاً لك، عندما تختبر وتصبح واعياً لإحساسك بجسدك من الداخل، عندها فقط ستبدأ تتعرف على الحياة الموجودة في داخل هذا الجسد وستتعرف على تاريخ الجسد والجغرافيا الداخلية لجسدك في طفولتك، شبابك وكهولتك.
....
المقام الأول: مقام النفس الأرضية
البداية تكون دوماً من القاعدة إلى القمة.. فلا قمة بلا قاعدة...
القاعدة هنا هي مقام النفس أو شاكرا الجذر.. وهي تعني الجذور والأصول الموصولة بأمنا الأرض..
مقام النفس يوجد في مركز طاقة الجنس والتي أدانها وشوهها المجتمع لزمن طويل .
ولأن المجتمع والمعتقدات لطالما أدانت الجنس واعتبرته خطيئة كبرى لا يجب الاستمتاع به، بقيت تلك الطاقة عالقة في ذلك المركز... في مكان ما في الشفاه أو الشرج أو الأعضاء التناسلية: ((التعلق الفموي، التعلق الشرجي، التعلق الجنسي))
بدلاً من أن تتحرر تلك الطاقة وترتفع لترتقي بنا وتنقلنا من الجذور إلى النور والعطور... بقيت سجينة ومكبوتة ومحاطة بالشعور بالذنب والإدانة والخوف.
يقول العلم أن على الإنسان أن يتحرر من تلك التعلقات.. أن يكون مرتاحاً ومتناغماً مع تلك الطاقة التي تسري في جسده، أن يكون قادراً على الاستمتاع بها بكل عفوية... لذا الجهد الأكبر هو جهاد النفس يبدأ في التحرر من تلك التعلقات والتخلص منها...
ليتحرر الإنسان من التعلق الفموي عليه أن: يصرخ، يصيح، يضحك، يبكي وينتحب فذلك سيساعده كثيراً..
ولهذا أكد هذا العلم على أهمية التواجد ضمن جماعة تعمل معاً، تسمح للفرد بالاحتكاك بالآخرين والتعبير بحرية ..وهذا يساعدنا في مواجهة مخاوفنا وأحاسيسنا ومراقبتها... ويشكل دعماً كبيراً لنا للتحرر من التعلق الفموي.
بينما التنفس السريع بطريقة عشوائية، يساعد كثيراً على التحرر من التعلق الشرجي، لأنه يضرب مباشرة على آلية الإطراح.. ويجعلك قادراً على الاسترخاء وتحرير تلك الآلية... ومن هنا يعتبر التأمل الحركي النشيط ذو أهمية كبيرة في المساعدة على الاسترخاء وتحرير الطاقة والانفعالات المكبوتة داخل الجسد.
ثم يأتي التعلق الجنسي في مركز الجنس عند الأعضاء التناسلية: هنا حيث تجتمع كل المخاوف والإحساس بالذنب وإدانة الجنس التي زُرعت فينا منذ الصغر... عليك أن تبدأ التعرف على جسدك وعلى الجنس من جديد بكل عفوية وحب، فإدانة الجنس هي إدانة الجسد والخوف من الجنس هو الذي يمنعك من اكتشاف الأسرار الموجودة في داخل هذا الجسد، عندها يكون من الممكن شفاء تلك الأفكار المشوهة والضرر الذي أصاب مركز الجنس، فيبدأ العمل بطريقة صحيحة وصحية من جديد.
عليك أن تبدأ التعلم كيف تكون سعيداً وممتناً ومستمتعاً بالجنس ككل الكائنات في الطبيعة..
بدون أي إحساس بالذنب.
يجب أن يسترخي مقام النفس من جديد ويتحرر من التوتر والإمساك وكذلك الإسهال..
يجب أن يعود ليعمل من جديد بكامل وأقصى طاقته وفقاً لطبيعته التي خُلق عليها بطريقة صحية وصحيحة
وهكذا ستبدأ الطاقة بالارتفاع والانتقال والتحرك بحرية من جديد دون سدود وحدود الفكر العنيد
....
هناك سبعة أجساد في الإنسان.. وهناك أيضاً سبعة مقامات أو مراكز للطاقة
كل مركز منها متصل بطريقة خاصة مع الجسد الموازي له
مقام الجسد المادي هو مقام النفس الأرضية، وهو أول مقام من الانسجام
مقام النفس لديه إمكانيتان: الأولى هي الطبيعية التي نحصل عليها مع الولادة
والثانية هي التي نحصل عليها في التأمل...
الإمكانية الطبيعية الأساسية لهذا المقام هي الرغبة الجنسية للجسد المادي
وأول سؤال يخطر في بال الباحث عن الحقيقة: ماذا علي أن أفعل بهذه القاعدة الأساسية؟
وهناك الآن إمكانية أخرى لهذا المقام، وهي العزوبية التي نحصل عليها من خلال التأمل.
الجنس هو الإمكانية الطبيعية والعزوبية هي نتيجة تحويل هذه الطاقة
كلما كان الفكر مركزاً على الجنس وهواجس الشهوة، يكون من الصعب الوصول إلى إمكانية المقام الأسمى وهي العزوبية الحقيقية.. الناتجة عن التحويل والتأمل وليس الكبت والجهل.
هذا يعني أنه بإمكاننا استعمال الحالة التي أعطتنا إياها الطبيعة بطريقتين
يمكننا أن نبقى كما خلقنا في الطبيعة، وعندها لا يستطيع النمو الروحي وجهاد النفس أن يحدث ويحول هذه الحالة..
الخطر الوحيد في طريق التحويل هو احتمال أن نبدأ نقاتل مركزنا الطبيعي وفطرتنا
أول عقبة أمام المتأمل أن ينغمس ويتقيد فقط في الطبيعة والفطرة والغريزة، فلا يستطيع الوصول إلى أسمى طبقات وطاقات جسده المادي فيتجمد عنده...
من جهة هناك الحاجة الجسدية، ومن جهة ثانية هناك فخ الكبت الذي يجعل المتأمل يتصارع مع الرغبة الجنسية..
الكبت أيضاً عقبة في طريق المتأمل...
هذه هي العقبة في المقام الأول، والتحويل لا يمكن أن يحدث مع الكبت والجهل.
إذا كان الكبت موجود وهو يصنع الجدران والحدود فما الحل؟..
الفهم سوف يحل المشكلة... التحويل يبدأ داخلنا عندما نبدأ بفهم الجسد والجنس من جديد واحترامه كهبة مقدسة من الله... لجسدك عليك حق...
وكل شيء نراه ويحدث لا بد له سبب... كل عناصر الطبيعة موجودة لكننا عميان ونغرق في بحور من اللاوعي... لكن إذا أبحنا واعيين لها سيبدأ التحويل الأصيل.. إذا عُرف السبب زال العجب... والوعي هو السر والسحر ومفتاح الكنوز الداخلية الثمينة.
الوعي هو الخيمياء التي تحول عناصر الطبيعة غير الواعية...
إذا أصبح الشخص واعياً تجاه رغباته الجنسية، مع شعور كامل وقبول وفهم جيد،
فالعزوبية ستبدأ تدريجياً تحدث داخله لتحل محل الجنس..
وما لم يصل المرء للعزوبية في جسده الأول، فمن الصعب العمل والوصول للطاقات الكامنة في أجساده ومراكزه


>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>        

الجسد الأثيري ومقام صلة الأرحام    

نصبح واعين لجسدنا المادي من الداخل سنشعر تلقائياً بجسدنا الثاني وهو الجسد الأثيري...
وعينا لجسدنا المادي من الداخل هو نفسه وعينا لجسدنا الأثيري من الخارج...
إن بنية الجسد الأثيري أشبه بالدخان الكثيف، يمكنك العبور من خلاله دون أي عائق، لكنه ليس شفافاً، فلا يمكنك النظر فيه من الخارج.
الجسد الأول مادي صلب.. كذلك الجسد الأثيري له نفس الشكل لكنه ليس صلب..
عندما يموت الجسد الأول المادي، يبقى الأثيري حياً لثلاثة عشر يوماً.. يرحل معك ثم يموت بعد ثلاثة عشر يوماً..
عندها يختفي ويتبخر... فإن كنت قد اختبرت الجسد الأثيري وأنت في الجسد المادي قبل موته ستفهم وتدرك كيف يحدث ذلك...
الجسد الثاني يتمتع بالقدرة على الخروج من الجسد المادي.. يحدث ذلك في بعض الأحيان أثناء التأمل حيث يبدأ الجسد الأثيري بالصعود والهبوط... فتشعر بأن الجاذبية لم تعد تؤثر فيك... تشعر بالخفة وكأنك قد غادرت الأرض... لكن حين تفتح عينيك ستجد أنك لا تزال هنا ولم تتحرك من مكانك كل الوقت...
ذلك الشعور بالطيران والخفة يحدث بفعل الجسد الأثيري... وليس المادي... فالجسد الأثيري حر من الجاذبية...
نعم بإمكانك الخروج من الجسد والعودة إليه بحرية عبر الجسد الأثيري... وهذه الحرية لم تكن معروفة على المستوى المادي.
الآن يمكنك أن تصبح واعياً لجسدك الثاني الأثيري من الداخل.. تماماً كما أصبحت واعياً لجسدك المادي من الداخل..
كن واعياً لآليات عمل هذا الجسد وبيئته وحياته... في البداية ستجد صعوبة كبيرة في ذلك، ولكن بعد المحاولة ستصبح واعياً لجسديك معاً المادي والأثيري، وسيتسع وعيك وتركيزك ليشمل هذين البعدين...
المقام الثاني: مقام صلة الأرحام
وهو المركز الثاني من الطاقة عند منطقة الصرة أو الهارا... وهو مركز الموت والانتقال... ويلي طاقة ومركز الحياة.
هذان المركزان الذين شوههما الإنسان عبر السنين...
لأن الجنس والموت يشكلان خوفاً كبيراً للإنسان والجهل في الأديان...
لذلك تجاهلنا الموت ونسيناه مع أن الموت حق!.. وكأنه لن يحدث أو ليس موجود... وحتى وإن كان موجوداً لا تنتبه له أو تعطه أي اهتمام.. فكر بأنك ستعيش وتعيش للأبد وانسَ الموت!.....
مع أن النبي يقول لنا: اذكروا الموت هازم الملذات... ويقول علم النكاح والفلاح: لا تتجنب الجنس ولا الموت.
كل الأنبياء والحكماء والعلماء يقولون لنا أن نحترم كل شيء ولا نخاف من أي شيء... وإن خفتم من شيء فادخلوا فيه..
يجب أن تتحرر الطاقة وتبدأ بالجريان ضمن هاتين الطاحونتين...
فيهدأ هذان المركزان: الموت و الجنس... وتتحول الطاقتان...
عندما تقبل الموت لن تبقى خائفاً منه....
عندما تقبل الجنس لن تبقى مرتعباً منه...
لقد استرخى هذان المركزان الأولان...
فهما أول وأدنى مركزين اللذين شوّههما المجتمع والمعتقدات بأبشع الطرق... حين تتحرر الطاقة فيهما ستبدأ الرحلة نحو الأجساد الخمسة الباقية بسهولة... فتلك الأجساد لم تصل إليها أيدي المجتمع والناس لتؤذيها وتدنسها..
غالباً ما يولد الناس في الأرض ويموتون دون أن يختبروا شيئاً من تلك الأجساد أو يصلوا إليها... فيعيشون حياتهم كلها فقط ضمن هذين المركزين الأولين...
الجسد الثاني هو الجسد الأثيري أو العاطفي... وهو موصول بالمقام الثاني: مقام صلة الأرحام في البطن.
وهو أيضاً يحمل لنا إمكانيتين...
غالباً تكون الإمكانيات الطبيعية الأساسية له هي الغضب.. الكره.. الخوف.. والعنف..
كل تلك الحالات أو البرمجات الطبيعية تأتي من المركز الثاني والطاقة المتمركزة في شاكرا البطن...
فإذا علق الإنسان في الجسد الثاني وتوقف هناك، مباشرة ستلغى إمكانية للإنسان ليعرف ويختبر العواطف المقابلة لتلك الانفعالات، وهي الحب.. الرحمة.. الطيبة والود.. غياب الخوف والشجاعة..
الغضب والكره والعنف هي عائق يقف في طريق المتأمل في الخطوة الثانية من هذه الرحلة...
وهنا أيضاً يحدث المطب والخطأ ذاته:
فأحدهم يحاول الانتقام من غضبه... أحدهم يفجر غضبه من حوله... وآخر يقوم بكبته...
أحدهم يصبح جباناً وخائفاً خجولاً... والآخر يكبت خوفه ويخبئه ويتظاهر دوماً بالشجاعة والإقدام...
لكن لا هذا ولا ذاك سيؤدي إلى أي تحويل وتغيير...
إن كان هناك خوف اقبل به ولا داعي لكبته أو إخفائه..
إن كان هناك عنف اقبل به ولا داعي لإخفائه بحجاب من اللطف والمودة..
الصراخ بالنداءات والشعارات ضد الحرب ومع اللاعنف لن يغير شيئاً من العنف المكبوت بداخلنا..
تلك هي البرمجة والعواطف والطاقة التي قدمتها لنا الطبيعة في الجسد الثاني..
وكلها لها استخداماتها ومعانيها في الجسد الثاني، تماماً كما للجنس معنى في الجسد الأول..
باستخدام الجنس لوحده يمكن خلق أجساد مادية أخرى بالتكاثر والإنجاب.. قبل موت الجسد الأول أعدت الطبيعة ضمانة لولادة جسد آخر واستمرار النوع البشري.
كذلك الخوف الغضب والعنف كلها ضرورية ولازمة في هذا المستوى الثاني، لولاها لما تمكن الإنسان من الاستمرار والبقاء... وهي التي ستدفعك وتؤلمك لتخرج منها لتتجاوزها...
الخوف يحميك لأنه يبعدك عن الخطر.. والغضب سيحميك من الخضوع للآخرين.. والعنف سيمكنك من حماية نفسك من عنف الآخرين...
كل تلك هي نوعيات من الطاقة موجودة في الجسد الثاني وضرورية للبقاء...
لكننا غالباً ما نقف هنا ولا نذهب أبعد من ذلك..
إذا فهمنا طبيعة الخوف سيختفي الخوف... وإذا فهمنا طبيعة العنف سيتحقق فينا اللاعنف... وبنفس الطريقة حين نفهم الغضب سنتمكن من الغفران والحب ونتعلم كيف نسامح ونسمح..
في الحقيقة الغضب هو وجه لقطعة نقدية والمسامحة هو الوجه الآخر للقطعة ذاتها...
كلاهما يختبئ خلف الآخر... لكن عليك أن تقلب القطعة أولاً...
إذا عرفنا الوجه الأول لتلك العملة تماماً، سيدفعنا الفضول طبيعياً لمعرفة الوجه الآخر.. بمجرد قلبها..
هذا هو سر التأمل والمراقبة...
أما إذا أخفيت وجه تلك القطعة.. الغضب.. الخوف.. العنف وقمت بالتظاهر بعدم وجودها بين يديك فذلك لن يفيدك في شيء...
لن تكون قادراً على معرفة السلام والاستسلام والمودة والرحمة والوئام مطلقاً...
مَن يرى الخوف ويقبل حضوره في داخله..... من يستكشفه بكل أبعاده.. سيتمكن قريباً من التحويل والتبديل وإيجاد المكان الذي يختفي وراء الخوف.... فضوله واستكشافه سيدفعه ليرى الوجه الآخر...
وفي اللحظة التي سيقلب فيها القطعة سيصبح شجاعاً.. كذلك الأمر بالنسبة للعنف سينقلب إلى رحمة... والغيرة إلى حب ومودة...
تلك هي الخيارات والإمكانيات التي يحملها الجسد الثاني...
وهنا يكون دور المتأمل في الاختيار حين يعلم بأنه صاحب القرار والدار... سيبدأ بتحويل الطاقة التي قُدمت له من الطبيعة..
وليرى ذلك ويعرفه لا ضرورة للذهاب للآخرين وسؤالهم عن أنفسنا وطلب آرائهم.. بل فقط بالذهاب نحو الداخل...
إلى منبع تلك الطاقة والوعي...
جميعنا نعلم بأن الخوف والغضب كلها سدود وحواجز في رحلتنا، فكيف يمكن لجبان أن يبحث عن الحقيقة؟
طبعاً سيذهب ليشحذ الحقيقة من أحدهم... سيتمنى بأن يقدمها له أحدهم دون أن يضطر للخوض لوحده في المجهول في أرض غريبة لم يطأها أحد بعد..
لنكن أحجاراً حية تبني معبد الحق والحقيقة الحية...
هذه ليست أسرار بل أنوار...
تعلمنا وتقربنا وتجعلنا نفهم بناءنا ونحترم قداستنا وكياننا...
لا للتباهي وزيادة غرورنا.. بل لنعيش حقيقتنا ونعرف نورنا...                                           
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> 
الجسد النجمي ومقام المعدة  

نصبح واعين لجسدنا المادي من الداخل سنشعر تلقائياً بجسدنا الثاني وهو الجسد الأثيري...
وعينا لجسدنا المادي من الداخل هو نفسه وعينا لجسدنا الأثيري من الخارج...
إن بنية الجسد الأثيري أشبه بالدخان الكثيف، يمكنك العبور من خلاله دون أي عائق، لكنه ليس شفافاً، فلا يمكنك النظر فيه من الخارج.
الجسد الأول مادي صلب.. كذلك الجسد الأثيري له نفس الشكل لكنه ليس صلب..
عندما يموت الجسد الأول المادي، يبقى الأثيري حياً لثلاثة عشر يوماً.. يرحل معك ثم يموت بعد ثلاثة عشر يوماً..
عندها يختفي ويتبخر... فإن كنت قد اختبرت الجسد الأثيري وأنت في الجسد المادي قبل موته ستفهم وتدرك كيف يحدث ذلك...
الجسد الثاني يتمتع بالقدرة على الخروج من الجسد المادي.. يحدث ذلك في بعض الأحيان أثناء التأمل حيث يبدأ الجسد الأثيري بالصعود والهبوط... فتشعر بأن الجاذبية لم تعد تؤثر فيك... تشعر بالخفة وكأنك قد غادرت الأرض... لكن حين تفتح عينيك ستجد أنك لا تزال هنا ولم تتحرك من مكانك كل الوقت...
ذلك الشعور بالطيران والخفة يحدث بفعل الجسد الأثيري... وليس المادي... فالجسد الأثيري حر من الجاذبية...
نعم بإمكانك الخروج من الجسد والعودة إليه بحرية عبر الجسد الأثيري... وهذه الحرية لم تكن معروفة على المستوى المادي.
الآن يمكنك أن تصبح واعياً لجسدك الثاني الأثيري من الداخل.. تماماً كما أصبحت واعياً لجسدك المادي من الداخل..
كن واعياً لآليات عمل هذا الجسد وبيئته وحياته... في البداية ستجد صعوبة كبيرة في ذلك، ولكن بعد المحاولة ستصبح واعياً لجسديك معاً المادي والأثيري، وسيتسع وعيك وتركيزك ليشمل هذين البعدين...
المقام الثاني: مقام صلة الأرحام
وهو المركز الثاني من الطاقة عند منطقة الصرة أو الهارا... وهو مركز الموت والانتقال... ويلي طاقة ومركز الحياة.
هذان المركزان الذين شوههما الإنسان عبر السنين...
لأن الجنس والموت يشكلان خوفاً كبيراً للإنسان والجهل في الأديان...
لذلك تجاهلنا الموت ونسيناه مع أن الموت حق!.. وكأنه لن يحدث أو ليس موجود... وحتى وإن كان موجوداً لا تنتبه له أو تعطه أي اهتمام.. فكر بأنك ستعيش وتعيش للأبد وانسَ الموت!.....
مع أن النبي يقول لنا: اذكروا الموت هازم الملذات... ويقول علم النكاح والفلاح: لا تتجنب الجنس ولا الموت.
كل الأنبياء والحكماء والعلماء يقولون لنا أن نحترم كل شيء ولا نخاف من أي شيء... وإن خفتم من شيء فادخلوا فيه..
يجب أن تتحرر الطاقة وتبدأ بالجريان ضمن هاتين الطاحونتين...
فيهدأ هذان المركزان: الموت و الجنس... وتتحول الطاقتان...
عندما تقبل الموت لن تبقى خائفاً منه....
عندما تقبل الجنس لن تبقى مرتعباً منه...
لقد استرخى هذان المركزان الأولان...
فهما أول وأدنى مركزين اللذين شوّههما المجتمع والمعتقدات بأبشع الطرق... حين تتحرر الطاقة فيهما ستبدأ الرحلة نحو الأجساد الخمسة الباقية بسهولة... فتلك الأجساد لم تصل إليها أيدي المجتمع والناس لتؤذيها وتدنسها..
غالباً ما يولد الناس في الأرض ويموتون دون أن يختبروا شيئاً من تلك الأجساد أو يصلوا إليها... فيعيشون حياتهم كلها فقط ضمن هذين المركزين الأولين...
الجسد الثاني هو الجسد الأثيري أو العاطفي... وهو موصول بالمقام الثاني: مقام صلة الأرحام في البطن.
وهو أيضاً يحمل لنا إمكانيتين...
غالباً تكون الإمكانيات الطبيعية الأساسية له هي الغضب.. الكره.. الخوف.. والعنف..
كل تلك الحالات أو البرمجات الطبيعية تأتي من المركز الثاني والطاقة المتمركزة في شاكرا البطن...
فإذا علق الإنسان في الجسد الثاني وتوقف هناك، مباشرة ستلغى إمكانية للإنسان ليعرف ويختبر العواطف المقابلة لتلك الانفعالات، وهي الحب.. الرحمة.. الطيبة والود.. غياب الخوف والشجاعة..
الغضب والكره والعنف هي عائق يقف في طريق المتأمل في الخطوة الثانية من هذه الرحلة...
وهنا أيضاً يحدث المطب والخطأ ذاته:
فأحدهم يحاول الانتقام من غضبه... أحدهم يفجر غضبه من حوله... وآخر يقوم بكبته...
أحدهم يصبح جباناً وخائفاً خجولاً... والآخر يكبت خوفه ويخبئه ويتظاهر دوماً بالشجاعة والإقدام...
لكن لا هذا ولا ذاك سيؤدي إلى أي تحويل وتغيير...
إن كان هناك خوف اقبل به ولا داعي لكبته أو إخفائه..
إن كان هناك عنف اقبل به ولا داعي لإخفائه بحجاب من اللطف والمودة..
الصراخ بالنداءات والشعارات ضد الحرب ومع اللاعنف لن يغير شيئاً من العنف المكبوت بداخلنا..
تلك هي البرمجة والعواطف والطاقة التي قدمتها لنا الطبيعة في الجسد الثاني..
وكلها لها استخداماتها ومعانيها في الجسد الثاني، تماماً كما للجنس معنى في الجسد الأول..
باستخدام الجنس لوحده يمكن خلق أجساد مادية أخرى بالتكاثر والإنجاب.. قبل موت الجسد الأول أعدت الطبيعة ضمانة لولادة جسد آخر واستمرار النوع البشري.
كذلك الخوف الغضب والعنف كلها ضرورية ولازمة في هذا المستوى الثاني، لولاها لما تمكن الإنسان من الاستمرار والبقاء... وهي التي ستدفعك وتؤلمك لتخرج منها لتتجاوزها...
الخوف يحميك لأنه يبعدك عن الخطر.. والغضب سيحميك من الخضوع للآخرين.. والعنف سيمكنك من حماية نفسك من عنف الآخرين...
كل تلك هي نوعيات من الطاقة موجودة في الجسد الثاني وضرورية للبقاء...
لكننا غالباً ما نقف هنا ولا نذهب أبعد من ذلك..
إذا فهمنا طبيعة الخوف سيختفي الخوف... وإذا فهمنا طبيعة العنف سيتحقق فينا اللاعنف... وبنفس الطريقة حين نفهم الغضب سنتمكن من الغفران والحب ونتعلم كيف نسامح ونسمح..
في الحقيقة الغضب هو وجه لقطعة نقدية والمسامحة هو الوجه الآخر للقطعة ذاتها...
كلاهما يختبئ خلف الآخر... لكن عليك أن تقلب القطعة أولاً...
إذا عرفنا الوجه الأول لتلك العملة تماماً، سيدفعنا الفضول طبيعياً لمعرفة الوجه الآخر.. بمجرد قلبها..
هذا هو سر التأمل والمراقبة...
أما إذا أخفيت وجه تلك القطعة.. الغضب.. الخوف.. العنف وقمت بالتظاهر بعدم وجودها بين يديك فذلك لن يفيدك في شيء...
لن تكون قادراً على معرفة السلام والاستسلام والمودة والرحمة والوئام مطلقاً...
مَن يرى الخوف ويقبل حضوره في داخله..... من يستكشفه بكل أبعاده.. سيتمكن قريباً من التحويل والتبديل وإيجاد المكان الذي يختفي وراء الخوف.... فضوله واستكشافه سيدفعه ليرى الوجه الآخر...
وفي اللحظة التي سيقلب فيها القطعة سيصبح شجاعاً.. كذلك الأمر بالنسبة للعنف سينقلب إلى رحمة... والغيرة إلى حب ومودة...
تلك هي الخيارات والإمكانيات التي يحملها الجسد الثاني...
وهنا يكون دور المتأمل في الاختيار حين يعلم بأنه صاحب القرار والدار... سيبدأ بتحويل الطاقة التي قُدمت له من الطبيعة..
وليرى ذلك ويعرفه لا ضرورة للذهاب للآخرين وسؤالهم عن أنفسنا وطلب آرائهم.. بل فقط بالذهاب نحو الداخل...
إلى منبع تلك الطاقة والوعي...
جميعنا نعلم بأن الخوف والغضب كلها سدود وحواجز في رحلتنا، فكيف يمكن لجبان أن يبحث عن الحقيقة؟
طبعاً سيذهب ليشحذ الحقيقة من أحدهم... سيتمنى بأن يقدمها له أحدهم دون أن يضطر للخوض لوحده في المجهول في أرض غريبة لم يطأها أحد بعد..
لنكن أحجاراً حية تبني معبد الحق والحقيقة الحية...
هذه ليست أسرار بل أنوار...
تعلمنا وتقربنا وتجعلنا نفهم بناءنا ونحترم قداستنا وكياننا...
لا للتباهي وزيادة غرورنا.. بل لنعيش حقيقتنا ونعرف نورنا...
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

التحضير للأجساد الثلاثة الأولى  

نصبح واعين لجسدنا المادي من الداخل سنشعر تلقائياً بجسدنا الثاني وهو الجسد الأثيري...
وعينا لجسدنا المادي من الداخل هو نفسه وعينا لجسدنا الأثيري من الخارج...
إن بنية الجسد الأثيري أشبه بالدخان الكثيف، يمكنك العبور من خلاله دون أي عائق، لكنه ليس شفافاً، فلا يمكنك النظر فيه من الخارج.
الجسد الأول مادي صلب.. كذلك الجسد الأثيري له نفس الشكل لكنه ليس صلب..
عندما يموت الجسد الأول المادي، يبقى الأثيري حياً لثلاثة عشر يوماً.. يرحل معك ثم يموت بعد ثلاثة عشر يوماً..
عندها يختفي ويتبخر... فإن كنت قد اختبرت الجسد الأثيري وأنت في الجسد المادي قبل موته ستفهم وتدرك كيف يحدث ذلك...
الجسد الثاني يتمتع بالقدرة على الخروج من الجسد المادي.. يحدث ذلك في بعض الأحيان أثناء التأمل حيث يبدأ الجسد الأثيري بالصعود والهبوط... فتشعر بأن الجاذبية لم تعد تؤثر فيك... تشعر بالخفة وكأنك قد غادرت الأرض... لكن حين تفتح عينيك ستجد أنك لا تزال هنا ولم تتحرك من مكانك كل الوقت...
ذلك الشعور بالطيران والخفة يحدث بفعل الجسد الأثيري... وليس المادي... فالجسد الأثيري حر من الجاذبية...
نعم بإمكانك الخروج من الجسد والعودة إليه بحرية عبر الجسد الأثيري... وهذه الحرية لم تكن معروفة على المستوى المادي.
الآن يمكنك أن تصبح واعياً لجسدك الثاني الأثيري من الداخل.. تماماً كما أصبحت واعياً لجسدك المادي من الداخل..
كن واعياً لآليات عمل هذا الجسد وبيئته وحياته... في البداية ستجد صعوبة كبيرة في ذلك، ولكن بعد المحاولة ستصبح واعياً لجسديك معاً المادي والأثيري، وسيتسع وعيك وتركيزك ليشمل هذين البعدين...
المقام الثاني: مقام صلة الأرحام
وهو المركز الثاني من الطاقة عند منطقة الصرة أو الهارا... وهو مركز الموت والانتقال... ويلي طاقة ومركز الحياة.
هذان المركزان الذين شوههما الإنسان عبر السنين...
لأن الجنس والموت يشكلان خوفاً كبيراً للإنسان والجهل في الأديان...
لذلك تجاهلنا الموت ونسيناه مع أن الموت حق!.. وكأنه لن يحدث أو ليس موجود... وحتى وإن كان موجوداً لا تنتبه له أو تعطه أي اهتمام.. فكر بأنك ستعيش وتعيش للأبد وانسَ الموت!.....
مع أن النبي يقول لنا: اذكروا الموت هازم الملذات... ويقول علم النكاح والفلاح: لا تتجنب الجنس ولا الموت.
كل الأنبياء والحكماء والعلماء يقولون لنا أن نحترم كل شيء ولا نخاف من أي شيء... وإن خفتم من شيء فادخلوا فيه..
يجب أن تتحرر الطاقة وتبدأ بالجريان ضمن هاتين الطاحونتين...
فيهدأ هذان المركزان: الموت و الجنس... وتتحول الطاقتان...
عندما تقبل الموت لن تبقى خائفاً منه....
عندما تقبل الجنس لن تبقى مرتعباً منه...
لقد استرخى هذان المركزان الأولان...
فهما أول وأدنى مركزين اللذين شوّههما المجتمع والمعتقدات بأبشع الطرق... حين تتحرر الطاقة فيهما ستبدأ الرحلة نحو الأجساد الخمسة الباقية بسهولة... فتلك الأجساد لم تصل إليها أيدي المجتمع والناس لتؤذيها وتدنسها..
غالباً ما يولد الناس في الأرض ويموتون دون أن يختبروا شيئاً من تلك الأجساد أو يصلوا إليها... فيعيشون حياتهم كلها فقط ضمن هذين المركزين الأولين...
الجسد الثاني هو الجسد الأثيري أو العاطفي... وهو موصول بالمقام الثاني: مقام صلة الأرحام في البطن.
وهو أيضاً يحمل لنا إمكانيتين...
غالباً تكون الإمكانيات الطبيعية الأساسية له هي الغضب.. الكره.. الخوف.. والعنف..
كل تلك الحالات أو البرمجات الطبيعية تأتي من المركز الثاني والطاقة المتمركزة في شاكرا البطن...
فإذا علق الإنسان في الجسد الثاني وتوقف هناك، مباشرة ستلغى إمكانية للإنسان ليعرف ويختبر العواطف المقابلة لتلك الانفعالات، وهي الحب.. الرحمة.. الطيبة والود.. غياب الخوف والشجاعة..
الغضب والكره والعنف هي عائق يقف في طريق المتأمل في الخطوة الثانية من هذه الرحلة...
وهنا أيضاً يحدث المطب والخطأ ذاته:
فأحدهم يحاول الانتقام من غضبه... أحدهم يفجر غضبه من حوله... وآخر يقوم بكبته...
أحدهم يصبح جباناً وخائفاً خجولاً... والآخر يكبت خوفه ويخبئه ويتظاهر دوماً بالشجاعة والإقدام...
لكن لا هذا ولا ذاك سيؤدي إلى أي تحويل وتغيير...
إن كان هناك خوف اقبل به ولا داعي لكبته أو إخفائه..
إن كان هناك عنف اقبل به ولا داعي لإخفائه بحجاب من اللطف والمودة..
الصراخ بالنداءات والشعارات ضد الحرب ومع اللاعنف لن يغير شيئاً من العنف المكبوت بداخلنا..
تلك هي البرمجة والعواطف والطاقة التي قدمتها لنا الطبيعة في الجسد الثاني..
وكلها لها استخداماتها ومعانيها في الجسد الثاني، تماماً كما للجنس معنى في الجسد الأول..
باستخدام الجنس لوحده يمكن خلق أجساد مادية أخرى بالتكاثر والإنجاب.. قبل موت الجسد الأول أعدت الطبيعة ضمانة لولادة جسد آخر واستمرار النوع البشري.
كذلك الخوف الغضب والعنف كلها ضرورية ولازمة في هذا المستوى الثاني، لولاها لما تمكن الإنسان من الاستمرار والبقاء... وهي التي ستدفعك وتؤلمك لتخرج منها لتتجاوزها...
الخوف يحميك لأنه يبعدك عن الخطر.. والغضب سيحميك من الخضوع للآخرين.. والعنف سيمكنك من حماية نفسك من عنف الآخرين...
كل تلك هي نوعيات من الطاقة موجودة في الجسد الثاني وضرورية للبقاء...
لكننا غالباً ما نقف هنا ولا نذهب أبعد من ذلك..
إذا فهمنا طبيعة الخوف سيختفي الخوف... وإذا فهمنا طبيعة العنف سيتحقق فينا اللاعنف... وبنفس الطريقة حين نفهم الغضب سنتمكن من الغفران والحب ونتعلم كيف نسامح ونسمح..
في الحقيقة الغضب هو وجه لقطعة نقدية والمسامحة هو الوجه الآخر للقطعة ذاتها...
كلاهما يختبئ خلف الآخر... لكن عليك أن تقلب القطعة أولاً...
إذا عرفنا الوجه الأول لتلك العملة تماماً، سيدفعنا الفضول طبيعياً لمعرفة الوجه الآخر.. بمجرد قلبها..
هذا هو سر التأمل والمراقبة...
أما إذا أخفيت وجه تلك القطعة.. الغضب.. الخوف.. العنف وقمت بالتظاهر بعدم وجودها بين يديك فذلك لن يفيدك في شيء...
لن تكون قادراً على معرفة السلام والاستسلام والمودة والرحمة والوئام مطلقاً...
مَن يرى الخوف ويقبل حضوره في داخله..... من يستكشفه بكل أبعاده.. سيتمكن قريباً من التحويل والتبديل وإيجاد المكان الذي يختفي وراء الخوف.... فضوله واستكشافه سيدفعه ليرى الوجه الآخر...
وفي اللحظة التي سيقلب فيها القطعة سيصبح شجاعاً.. كذلك الأمر بالنسبة للعنف سينقلب إلى رحمة... والغيرة إلى حب ومودة...
تلك هي الخيارات والإمكانيات التي يحملها الجسد الثاني...
وهنا يكون دور المتأمل في الاختيار حين يعلم بأنه صاحب القرار والدار... سيبدأ بتحويل الطاقة التي قُدمت له من الطبيعة..
وليرى ذلك ويعرفه لا ضرورة للذهاب للآخرين وسؤالهم عن أنفسنا وطلب آرائهم.. بل فقط بالذهاب نحو الداخل...
إلى منبع تلك الطاقة والوعي...
جميعنا نعلم بأن الخوف والغضب كلها سدود وحواجز في رحلتنا، فكيف يمكن لجبان أن يبحث عن الحقيقة؟
طبعاً سيذهب ليشحذ الحقيقة من أحدهم... سيتمنى بأن يقدمها له أحدهم دون أن يضطر للخوض لوحده في المجهول في أرض غريبة لم يطأها أحد بعد..
لنكن أحجاراً حية تبني معبد الحق والحقيقة الحية...
هذه ليست أسرار بل أنوار...
تعلمنا وتقربنا وتجعلنا نفهم بناءنا ونحترم قداستنا وكياننا...
لا للتباهي وزيادة غرورنا.. بل لنعيش حقيقتنا ونعرف نورنا...
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

الجسد العقلي ومقام القلب

نصبح واعين لجسدنا المادي من الداخل سنشعر تلقائياً بجسدنا الثاني وهو الجسد الأثيري...
وعينا لجسدنا المادي من الداخل هو نفسه وعينا لجسدنا الأثيري من الخارج...
إن بنية الجسد الأثيري أشبه بالدخان الكثيف، يمكنك العبور من خلاله دون أي عائق، لكنه ليس شفافاً، فلا يمكنك النظر فيه من الخارج.
الجسد الأول مادي صلب.. كذلك الجسد الأثيري له نفس الشكل لكنه ليس صلب..
عندما يموت الجسد الأول المادي، يبقى الأثيري حياً لثلاثة عشر يوماً.. يرحل معك ثم يموت بعد ثلاثة عشر يوماً..
عندها يختفي ويتبخر... فإن كنت قد اختبرت الجسد الأثيري وأنت في الجسد المادي قبل موته ستفهم وتدرك كيف يحدث ذلك...
الجسد الثاني يتمتع بالقدرة على الخروج من الجسد المادي.. يحدث ذلك في بعض الأحيان أثناء التأمل حيث يبدأ الجسد الأثيري بالصعود والهبوط... فتشعر بأن الجاذبية لم تعد تؤثر فيك... تشعر بالخفة وكأنك قد غادرت الأرض... لكن حين تفتح عينيك ستجد أنك لا تزال هنا ولم تتحرك من مكانك كل الوقت...
ذلك الشعور بالطيران والخفة يحدث بفعل الجسد الأثيري... وليس المادي... فالجسد الأثيري حر من الجاذبية...
نعم بإمكانك الخروج من الجسد والعودة إليه بحرية عبر الجسد الأثيري... وهذه الحرية لم تكن معروفة على المستوى المادي.
الآن يمكنك أن تصبح واعياً لجسدك الثاني الأثيري من الداخل.. تماماً كما أصبحت واعياً لجسدك المادي من الداخل..
كن واعياً لآليات عمل هذا الجسد وبيئته وحياته... في البداية ستجد صعوبة كبيرة في ذلك، ولكن بعد المحاولة ستصبح واعياً لجسديك معاً المادي والأثيري، وسيتسع وعيك وتركيزك ليشمل هذين البعدين...
المقام الثاني: مقام صلة الأرحام
وهو المركز الثاني من الطاقة عند منطقة الصرة أو الهارا... وهو مركز الموت والانتقال... ويلي طاقة ومركز الحياة.
هذان المركزان الذين شوههما الإنسان عبر السنين...
لأن الجنس والموت يشكلان خوفاً كبيراً للإنسان والجهل في الأديان...
لذلك تجاهلنا الموت ونسيناه مع أن الموت حق!.. وكأنه لن يحدث أو ليس موجود... وحتى وإن كان موجوداً لا تنتبه له أو تعطه أي اهتمام.. فكر بأنك ستعيش وتعيش للأبد وانسَ الموت!.....
مع أن النبي يقول لنا: اذكروا الموت هازم الملذات... ويقول علم النكاح والفلاح: لا تتجنب الجنس ولا الموت.
كل الأنبياء والحكماء والعلماء يقولون لنا أن نحترم كل شيء ولا نخاف من أي شيء... وإن خفتم من شيء فادخلوا فيه..
يجب أن تتحرر الطاقة وتبدأ بالجريان ضمن هاتين الطاحونتين...
فيهدأ هذان المركزان: الموت و الجنس... وتتحول الطاقتان...
عندما تقبل الموت لن تبقى خائفاً منه....
عندما تقبل الجنس لن تبقى مرتعباً منه...
لقد استرخى هذان المركزان الأولان...
فهما أول وأدنى مركزين اللذين شوّههما المجتمع والمعتقدات بأبشع الطرق... حين تتحرر الطاقة فيهما ستبدأ الرحلة نحو الأجساد الخمسة الباقية بسهولة... فتلك الأجساد لم تصل إليها أيدي المجتمع والناس لتؤذيها وتدنسها..
غالباً ما يولد الناس في الأرض ويموتون دون أن يختبروا شيئاً من تلك الأجساد أو يصلوا إليها... فيعيشون حياتهم كلها فقط ضمن هذين المركزين الأولين...
الجسد الثاني هو الجسد الأثيري أو العاطفي... وهو موصول بالمقام الثاني: مقام صلة الأرحام في البطن.
وهو أيضاً يحمل لنا إمكانيتين...
غالباً تكون الإمكانيات الطبيعية الأساسية له هي الغضب.. الكره.. الخوف.. والعنف..
كل تلك الحالات أو البرمجات الطبيعية تأتي من المركز الثاني والطاقة المتمركزة في شاكرا البطن...
فإذا علق الإنسان في الجسد الثاني وتوقف هناك، مباشرة ستلغى إمكانية للإنسان ليعرف ويختبر العواطف المقابلة لتلك الانفعالات، وهي الحب.. الرحمة.. الطيبة والود.. غياب الخوف والشجاعة..
الغضب والكره والعنف هي عائق يقف في طريق المتأمل في الخطوة الثانية من هذه الرحلة...
وهنا أيضاً يحدث المطب والخطأ ذاته:
فأحدهم يحاول الانتقام من غضبه... أحدهم يفجر غضبه من حوله... وآخر يقوم بكبته...
أحدهم يصبح جباناً وخائفاً خجولاً... والآخر يكبت خوفه ويخبئه ويتظاهر دوماً بالشجاعة والإقدام...
لكن لا هذا ولا ذاك سيؤدي إلى أي تحويل وتغيير...
إن كان هناك خوف اقبل به ولا داعي لكبته أو إخفائه..
إن كان هناك عنف اقبل به ولا داعي لإخفائه بحجاب من اللطف والمودة..
الصراخ بالنداءات والشعارات ضد الحرب ومع اللاعنف لن يغير شيئاً من العنف المكبوت بداخلنا..
تلك هي البرمجة والعواطف والطاقة التي قدمتها لنا الطبيعة في الجسد الثاني..
وكلها لها استخداماتها ومعانيها في الجسد الثاني، تماماً كما للجنس معنى في الجسد الأول..
باستخدام الجنس لوحده يمكن خلق أجساد مادية أخرى بالتكاثر والإنجاب.. قبل موت الجسد الأول أعدت الطبيعة ضمانة لولادة جسد آخر واستمرار النوع البشري.
كذلك الخوف الغضب والعنف كلها ضرورية ولازمة في هذا المستوى الثاني، لولاها لما تمكن الإنسان من الاستمرار والبقاء... وهي التي ستدفعك وتؤلمك لتخرج منها لتتجاوزها...
الخوف يحميك لأنه يبعدك عن الخطر.. والغضب سيحميك من الخضوع للآخرين.. والعنف سيمكنك من حماية نفسك من عنف الآخرين...
كل تلك هي نوعيات من الطاقة موجودة في الجسد الثاني وضرورية للبقاء...
لكننا غالباً ما نقف هنا ولا نذهب أبعد من ذلك..
إذا فهمنا طبيعة الخوف سيختفي الخوف... وإذا فهمنا طبيعة العنف سيتحقق فينا اللاعنف... وبنفس الطريقة حين نفهم الغضب سنتمكن من الغفران والحب ونتعلم كيف نسامح ونسمح..
في الحقيقة الغضب هو وجه لقطعة نقدية والمسامحة هو الوجه الآخر للقطعة ذاتها...
كلاهما يختبئ خلف الآخر... لكن عليك أن تقلب القطعة أولاً...
إذا عرفنا الوجه الأول لتلك العملة تماماً، سيدفعنا الفضول طبيعياً لمعرفة الوجه الآخر.. بمجرد قلبها..
هذا هو سر التأمل والمراقبة...
أما إذا أخفيت وجه تلك القطعة.. الغضب.. الخوف.. العنف وقمت بالتظاهر بعدم وجودها بين يديك فذلك لن يفيدك في شيء...
لن تكون قادراً على معرفة السلام والاستسلام والمودة والرحمة والوئام مطلقاً...
مَن يرى الخوف ويقبل حضوره في داخله..... من يستكشفه بكل أبعاده.. سيتمكن قريباً من التحويل والتبديل وإيجاد المكان الذي يختفي وراء الخوف.... فضوله واستكشافه سيدفعه ليرى الوجه الآخر...
وفي اللحظة التي سيقلب فيها القطعة سيصبح شجاعاً.. كذلك الأمر بالنسبة للعنف سينقلب إلى رحمة... والغيرة إلى حب ومودة...
تلك هي الخيارات والإمكانيات التي يحملها الجسد الثاني...
وهنا يكون دور المتأمل في الاختيار حين يعلم بأنه صاحب القرار والدار... سيبدأ بتحويل الطاقة التي قُدمت له من الطبيعة..
وليرى ذلك ويعرفه لا ضرورة للذهاب للآخرين وسؤالهم عن أنفسنا وطلب آرائهم.. بل فقط بالذهاب نحو الداخل...
إلى منبع تلك الطاقة والوعي...
جميعنا نعلم بأن الخوف والغضب كلها سدود وحواجز في رحلتنا، فكيف يمكن لجبان أن يبحث عن الحقيقة؟
طبعاً سيذهب ليشحذ الحقيقة من أحدهم... سيتمنى بأن يقدمها له أحدهم دون أن يضطر للخوض لوحده في المجهول في أرض غريبة لم يطأها أحد بعد..
لنكن أحجاراً حية تبني معبد الحق والحقيقة الحية...
هذه ليست أسرار بل أنوار...
تعلمنا وتقربنا وتجعلنا نفهم بناءنا ونحترم قداستنا وكياننا...
لا للتباهي وزيادة غرورنا.. بل لنعيش حقيقتنا ونعرف نورنا...
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> 

الجسد الروحي ومقام النطق

نصبح واعين لجسدنا المادي من الداخل سنشعر تلقائياً بجسدنا الثاني وهو الجسد الأثيري...
وعينا لجسدنا المادي من الداخل هو نفسه وعينا لجسدنا الأثيري من الخارج...
إن بنية الجسد الأثيري أشبه بالدخان الكثيف، يمكنك العبور من خلاله دون أي عائق، لكنه ليس شفافاً، فلا يمكنك النظر فيه من الخارج.
الجسد الأول مادي صلب.. كذلك الجسد الأثيري له نفس الشكل لكنه ليس صلب..
عندما يموت الجسد الأول المادي، يبقى الأثيري حياً لثلاثة عشر يوماً.. يرحل معك ثم يموت بعد ثلاثة عشر يوماً..
عندها يختفي ويتبخر... فإن كنت قد اختبرت الجسد الأثيري وأنت في الجسد المادي قبل موته ستفهم وتدرك كيف يحدث ذلك...
الجسد الثاني يتمتع بالقدرة على الخروج من الجسد المادي.. يحدث ذلك في بعض الأحيان أثناء التأمل حيث يبدأ الجسد الأثيري بالصعود والهبوط... فتشعر بأن الجاذبية لم تعد تؤثر فيك... تشعر بالخفة وكأنك قد غادرت الأرض... لكن حين تفتح عينيك ستجد أنك لا تزال هنا ولم تتحرك من مكانك كل الوقت...
ذلك الشعور بالطيران والخفة يحدث بفعل الجسد الأثيري... وليس المادي... فالجسد الأثيري حر من الجاذبية...
نعم بإمكانك الخروج من الجسد والعودة إليه بحرية عبر الجسد الأثيري... وهذه الحرية لم تكن معروفة على المستوى المادي.
الآن يمكنك أن تصبح واعياً لجسدك الثاني الأثيري من الداخل.. تماماً كما أصبحت واعياً لجسدك المادي من الداخل..
كن واعياً لآليات عمل هذا الجسد وبيئته وحياته... في البداية ستجد صعوبة كبيرة في ذلك، ولكن بعد المحاولة ستصبح واعياً لجسديك معاً المادي والأثيري، وسيتسع وعيك وتركيزك ليشمل هذين البعدين...
المقام الثاني: مقام صلة الأرحام
وهو المركز الثاني من الطاقة عند منطقة الصرة أو الهارا... وهو مركز الموت والانتقال... ويلي طاقة ومركز الحياة.
هذان المركزان الذين شوههما الإنسان عبر السنين...
لأن الجنس والموت يشكلان خوفاً كبيراً للإنسان والجهل في الأديان...
لذلك تجاهلنا الموت ونسيناه مع أن الموت حق!.. وكأنه لن يحدث أو ليس موجود... وحتى وإن كان موجوداً لا تنتبه له أو تعطه أي اهتمام.. فكر بأنك ستعيش وتعيش للأبد وانسَ الموت!.....
مع أن النبي يقول لنا: اذكروا الموت هازم الملذات... ويقول علم النكاح والفلاح: لا تتجنب الجنس ولا الموت.
كل الأنبياء والحكماء والعلماء يقولون لنا أن نحترم كل شيء ولا نخاف من أي شيء... وإن خفتم من شيء فادخلوا فيه..
يجب أن تتحرر الطاقة وتبدأ بالجريان ضمن هاتين الطاحونتين...
فيهدأ هذان المركزان: الموت و الجنس... وتتحول الطاقتان...
عندما تقبل الموت لن تبقى خائفاً منه....
عندما تقبل الجنس لن تبقى مرتعباً منه...
لقد استرخى هذان المركزان الأولان...
فهما أول وأدنى مركزين اللذين شوّههما المجتمع والمعتقدات بأبشع الطرق... حين تتحرر الطاقة فيهما ستبدأ الرحلة نحو الأجساد الخمسة الباقية بسهولة... فتلك الأجساد لم تصل إليها أيدي المجتمع والناس لتؤذيها وتدنسها..
غالباً ما يولد الناس في الأرض ويموتون دون أن يختبروا شيئاً من تلك الأجساد أو يصلوا إليها... فيعيشون حياتهم كلها فقط ضمن هذين المركزين الأولين...
الجسد الثاني هو الجسد الأثيري أو العاطفي... وهو موصول بالمقام الثاني: مقام صلة الأرحام في البطن.
وهو أيضاً يحمل لنا إمكانيتين...
غالباً تكون الإمكانيات الطبيعية الأساسية له هي الغضب.. الكره.. الخوف.. والعنف..
كل تلك الحالات أو البرمجات الطبيعية تأتي من المركز الثاني والطاقة المتمركزة في شاكرا البطن...
فإذا علق الإنسان في الجسد الثاني وتوقف هناك، مباشرة ستلغى إمكانية للإنسان ليعرف ويختبر العواطف المقابلة لتلك الانفعالات، وهي الحب.. الرحمة.. الطيبة والود.. غياب الخوف والشجاعة..
الغضب والكره والعنف هي عائق يقف في طريق المتأمل في الخطوة الثانية من هذه الرحلة...
وهنا أيضاً يحدث المطب والخطأ ذاته:
فأحدهم يحاول الانتقام من غضبه... أحدهم يفجر غضبه من حوله... وآخر يقوم بكبته...
أحدهم يصبح جباناً وخائفاً خجولاً... والآخر يكبت خوفه ويخبئه ويتظاهر دوماً بالشجاعة والإقدام...
لكن لا هذا ولا ذاك سيؤدي إلى أي تحويل وتغيير...
إن كان هناك خوف اقبل به ولا داعي لكبته أو إخفائه..
إن كان هناك عنف اقبل به ولا داعي لإخفائه بحجاب من اللطف والمودة..
الصراخ بالنداءات والشعارات ضد الحرب ومع اللاعنف لن يغير شيئاً من العنف المكبوت بداخلنا..
تلك هي البرمجة والعواطف والطاقة التي قدمتها لنا الطبيعة في الجسد الثاني..
وكلها لها استخداماتها ومعانيها في الجسد الثاني، تماماً كما للجنس معنى في الجسد الأول..
باستخدام الجنس لوحده يمكن خلق أجساد مادية أخرى بالتكاثر والإنجاب.. قبل موت الجسد الأول أعدت الطبيعة ضمانة لولادة جسد آخر واستمرار النوع البشري.
كذلك الخوف الغضب والعنف كلها ضرورية ولازمة في هذا المستوى الثاني، لولاها لما تمكن الإنسان من الاستمرار والبقاء... وهي التي ستدفعك وتؤلمك لتخرج منها لتتجاوزها...
الخوف يحميك لأنه يبعدك عن الخطر.. والغضب سيحميك من الخضوع للآخرين.. والعنف سيمكنك من حماية نفسك من عنف الآخرين...
كل تلك هي نوعيات من الطاقة موجودة في الجسد الثاني وضرورية للبقاء...
لكننا غالباً ما نقف هنا ولا نذهب أبعد من ذلك..
إذا فهمنا طبيعة الخوف سيختفي الخوف... وإذا فهمنا طبيعة العنف سيتحقق فينا اللاعنف... وبنفس الطريقة حين نفهم الغضب سنتمكن من الغفران والحب ونتعلم كيف نسامح ونسمح..
في الحقيقة الغضب هو وجه لقطعة نقدية والمسامحة هو الوجه الآخر للقطعة ذاتها...
كلاهما يختبئ خلف الآخر... لكن عليك أن تقلب القطعة أولاً...
إذا عرفنا الوجه الأول لتلك العملة تماماً، سيدفعنا الفضول طبيعياً لمعرفة الوجه الآخر.. بمجرد قلبها..
هذا هو سر التأمل والمراقبة...
أما إذا أخفيت وجه تلك القطعة.. الغضب.. الخوف.. العنف وقمت بالتظاهر بعدم وجودها بين يديك فذلك لن يفيدك في شيء...
لن تكون قادراً على معرفة السلام والاستسلام والمودة والرحمة والوئام مطلقاً...
مَن يرى الخوف ويقبل حضوره في داخله..... من يستكشفه بكل أبعاده.. سيتمكن قريباً من التحويل والتبديل وإيجاد المكان الذي يختفي وراء الخوف.... فضوله واستكشافه سيدفعه ليرى الوجه الآخر...
وفي اللحظة التي سيقلب فيها القطعة سيصبح شجاعاً.. كذلك الأمر بالنسبة للعنف سينقلب إلى رحمة... والغيرة إلى حب ومودة...
تلك هي الخيارات والإمكانيات التي يحملها الجسد الثاني...
وهنا يكون دور المتأمل في الاختيار حين يعلم بأنه صاحب القرار والدار... سيبدأ بتحويل الطاقة التي قُدمت له من الطبيعة..
وليرى ذلك ويعرفه لا ضرورة للذهاب للآخرين وسؤالهم عن أنفسنا وطلب آرائهم.. بل فقط بالذهاب نحو الداخل...
إلى منبع تلك الطاقة والوعي...
جميعنا نعلم بأن الخوف والغضب كلها سدود وحواجز في رحلتنا، فكيف يمكن لجبان أن يبحث عن الحقيقة؟
طبعاً سيذهب ليشحذ الحقيقة من أحدهم... سيتمنى بأن يقدمها له أحدهم دون أن يضطر للخوض لوحده في المجهول في أرض غريبة لم يطأها أحد بعد..
لنكن أحجاراً حية تبني معبد الحق والحقيقة الحية...
هذه ليست أسرار بل أنوار...
تعلمنا وتقربنا وتجعلنا نفهم بناءنا ونحترم قداستنا وكياننا...
لا للتباهي وزيادة غرورنا.. بل لنعيش حقيقتنا ونعرف نورنا...
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> 
الجسد الكوني ومقام البصيرة 

نصبح واعين لجسدنا المادي من الداخل سنشعر تلقائياً بجسدنا الثاني وهو الجسد الأثيري...
وعينا لجسدنا المادي من الداخل هو نفسه وعينا لجسدنا الأثيري من الخارج...
إن بنية الجسد الأثيري أشبه بالدخان الكثيف، يمكنك العبور من خلاله دون أي عائق، لكنه ليس شفافاً، فلا يمكنك النظر فيه من الخارج.
الجسد الأول مادي صلب.. كذلك الجسد الأثيري له نفس الشكل لكنه ليس صلب..
عندما يموت الجسد الأول المادي، يبقى الأثيري حياً لثلاثة عشر يوماً.. يرحل معك ثم يموت بعد ثلاثة عشر يوماً..
عندها يختفي ويتبخر... فإن كنت قد اختبرت الجسد الأثيري وأنت في الجسد المادي قبل موته ستفهم وتدرك كيف يحدث ذلك...
الجسد الثاني يتمتع بالقدرة على الخروج من الجسد المادي.. يحدث ذلك في بعض الأحيان أثناء التأمل حيث يبدأ الجسد الأثيري بالصعود والهبوط... فتشعر بأن الجاذبية لم تعد تؤثر فيك... تشعر بالخفة وكأنك قد غادرت الأرض... لكن حين تفتح عينيك ستجد أنك لا تزال هنا ولم تتحرك من مكانك كل الوقت...
ذلك الشعور بالطيران والخفة يحدث بفعل الجسد الأثيري... وليس المادي... فالجسد الأثيري حر من الجاذبية...
نعم بإمكانك الخروج من الجسد والعودة إليه بحرية عبر الجسد الأثيري... وهذه الحرية لم تكن معروفة على المستوى المادي.
الآن يمكنك أن تصبح واعياً لجسدك الثاني الأثيري من الداخل.. تماماً كما أصبحت واعياً لجسدك المادي من الداخل..
كن واعياً لآليات عمل هذا الجسد وبيئته وحياته... في البداية ستجد صعوبة كبيرة في ذلك، ولكن بعد المحاولة ستصبح واعياً لجسديك معاً المادي والأثيري، وسيتسع وعيك وتركيزك ليشمل هذين البعدين...
المقام الثاني: مقام صلة الأرحام
وهو المركز الثاني من الطاقة عند منطقة الصرة أو الهارا... وهو مركز الموت والانتقال... ويلي طاقة ومركز الحياة.
هذان المركزان الذين شوههما الإنسان عبر السنين...
لأن الجنس والموت يشكلان خوفاً كبيراً للإنسان والجهل في الأديان...
لذلك تجاهلنا الموت ونسيناه مع أن الموت حق!.. وكأنه لن يحدث أو ليس موجود... وحتى وإن كان موجوداً لا تنتبه له أو تعطه أي اهتمام.. فكر بأنك ستعيش وتعيش للأبد وانسَ الموت!.....
مع أن النبي يقول لنا: اذكروا الموت هازم الملذات... ويقول علم النكاح والفلاح: لا تتجنب الجنس ولا الموت.
كل الأنبياء والحكماء والعلماء يقولون لنا أن نحترم كل شيء ولا نخاف من أي شيء... وإن خفتم من شيء فادخلوا فيه..
يجب أن تتحرر الطاقة وتبدأ بالجريان ضمن هاتين الطاحونتين...
فيهدأ هذان المركزان: الموت و الجنس... وتتحول الطاقتان...
عندما تقبل الموت لن تبقى خائفاً منه....
عندما تقبل الجنس لن تبقى مرتعباً منه...
لقد استرخى هذان المركزان الأولان...
فهما أول وأدنى مركزين اللذين شوّههما المجتمع والمعتقدات بأبشع الطرق... حين تتحرر الطاقة فيهما ستبدأ الرحلة نحو الأجساد الخمسة الباقية بسهولة... فتلك الأجساد لم تصل إليها أيدي المجتمع والناس لتؤذيها وتدنسها..
غالباً ما يولد الناس في الأرض ويموتون دون أن يختبروا شيئاً من تلك الأجساد أو يصلوا إليها... فيعيشون حياتهم كلها فقط ضمن هذين المركزين الأولين...
الجسد الثاني هو الجسد الأثيري أو العاطفي... وهو موصول بالمقام الثاني: مقام صلة الأرحام في البطن.
وهو أيضاً يحمل لنا إمكانيتين...
غالباً تكون الإمكانيات الطبيعية الأساسية له هي الغضب.. الكره.. الخوف.. والعنف..
كل تلك الحالات أو البرمجات الطبيعية تأتي من المركز الثاني والطاقة المتمركزة في شاكرا البطن...
فإذا علق الإنسان في الجسد الثاني وتوقف هناك، مباشرة ستلغى إمكانية للإنسان ليعرف ويختبر العواطف المقابلة لتلك الانفعالات، وهي الحب.. الرحمة.. الطيبة والود.. غياب الخوف والشجاعة..
الغضب والكره والعنف هي عائق يقف في طريق المتأمل في الخطوة الثانية من هذه الرحلة...
وهنا أيضاً يحدث المطب والخطأ ذاته:
فأحدهم يحاول الانتقام من غضبه... أحدهم يفجر غضبه من حوله... وآخر يقوم بكبته...
أحدهم يصبح جباناً وخائفاً خجولاً... والآخر يكبت خوفه ويخبئه ويتظاهر دوماً بالشجاعة والإقدام...
لكن لا هذا ولا ذاك سيؤدي إلى أي تحويل وتغيير...
إن كان هناك خوف اقبل به ولا داعي لكبته أو إخفائه..
إن كان هناك عنف اقبل به ولا داعي لإخفائه بحجاب من اللطف والمودة..
الصراخ بالنداءات والشعارات ضد الحرب ومع اللاعنف لن يغير شيئاً من العنف المكبوت بداخلنا..
تلك هي البرمجة والعواطف والطاقة التي قدمتها لنا الطبيعة في الجسد الثاني..
وكلها لها استخداماتها ومعانيها في الجسد الثاني، تماماً كما للجنس معنى في الجسد الأول..
باستخدام الجنس لوحده يمكن خلق أجساد مادية أخرى بالتكاثر والإنجاب.. قبل موت الجسد الأول أعدت الطبيعة ضمانة لولادة جسد آخر واستمرار النوع البشري.
كذلك الخوف الغضب والعنف كلها ضرورية ولازمة في هذا المستوى الثاني، لولاها لما تمكن الإنسان من الاستمرار والبقاء... وهي التي ستدفعك وتؤلمك لتخرج منها لتتجاوزها...
الخوف يحميك لأنه يبعدك عن الخطر.. والغضب سيحميك من الخضوع للآخرين.. والعنف سيمكنك من حماية نفسك من عنف الآخرين...
كل تلك هي نوعيات من الطاقة موجودة في الجسد الثاني وضرورية للبقاء...
لكننا غالباً ما نقف هنا ولا نذهب أبعد من ذلك..
إذا فهمنا طبيعة الخوف سيختفي الخوف... وإذا فهمنا طبيعة العنف سيتحقق فينا اللاعنف... وبنفس الطريقة حين نفهم الغضب سنتمكن من الغفران والحب ونتعلم كيف نسامح ونسمح..
في الحقيقة الغضب هو وجه لقطعة نقدية والمسامحة هو الوجه الآخر للقطعة ذاتها...
كلاهما يختبئ خلف الآخر... لكن عليك أن تقلب القطعة أولاً...
إذا عرفنا الوجه الأول لتلك العملة تماماً، سيدفعنا الفضول طبيعياً لمعرفة الوجه الآخر.. بمجرد قلبها..
هذا هو سر التأمل والمراقبة...
أما إذا أخفيت وجه تلك القطعة.. الغضب.. الخوف.. العنف وقمت بالتظاهر بعدم وجودها بين يديك فذلك لن يفيدك في شيء...
لن تكون قادراً على معرفة السلام والاستسلام والمودة والرحمة والوئام مطلقاً...
مَن يرى الخوف ويقبل حضوره في داخله..... من يستكشفه بكل أبعاده.. سيتمكن قريباً من التحويل والتبديل وإيجاد المكان الذي يختفي وراء الخوف.... فضوله واستكشافه سيدفعه ليرى الوجه الآخر...
وفي اللحظة التي سيقلب فيها القطعة سيصبح شجاعاً.. كذلك الأمر بالنسبة للعنف سينقلب إلى رحمة... والغيرة إلى حب ومودة...
تلك هي الخيارات والإمكانيات التي يحملها الجسد الثاني...
وهنا يكون دور المتأمل في الاختيار حين يعلم بأنه صاحب القرار والدار... سيبدأ بتحويل الطاقة التي قُدمت له من الطبيعة..
وليرى ذلك ويعرفه لا ضرورة للذهاب للآخرين وسؤالهم عن أنفسنا وطلب آرائهم.. بل فقط بالذهاب نحو الداخل...
إلى منبع تلك الطاقة والوعي...
جميعنا نعلم بأن الخوف والغضب كلها سدود وحواجز في رحلتنا، فكيف يمكن لجبان أن يبحث عن الحقيقة؟
طبعاً سيذهب ليشحذ الحقيقة من أحدهم... سيتمنى بأن يقدمها له أحدهم دون أن يضطر للخوض لوحده في المجهول في أرض غريبة لم يطأها أحد بعد..
لنكن أحجاراً حية تبني معبد الحق والحقيقة الحية...
هذه ليست أسرار بل أنوار...
تعلمنا وتقربنا وتجعلنا نفهم بناءنا ونحترم قداستنا وكياننا...
لا للتباهي وزيادة غرورنا.. بل لنعيش حقيقتنا ونعرف نورنا...
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> 

الجسد الالهي ومقام التوحيد

نصبح واعين لجسدنا المادي من الداخل سنشعر تلقائياً بجسدنا الثاني وهو الجسد الأثيري...
وعينا لجسدنا المادي من الداخل هو نفسه وعينا لجسدنا الأثيري من الخارج...
إن بنية الجسد الأثيري أشبه بالدخان الكثيف، يمكنك العبور من خلاله دون أي عائق، لكنه ليس شفافاً، فلا يمكنك النظر فيه من الخارج.
الجسد الأول مادي صلب.. كذلك الجسد الأثيري له نفس الشكل لكنه ليس صلب..
عندما يموت الجسد الأول المادي، يبقى الأثيري حياً لثلاثة عشر يوماً.. يرحل معك ثم يموت بعد ثلاثة عشر يوماً..
عندها يختفي ويتبخر... فإن كنت قد اختبرت الجسد الأثيري وأنت في الجسد المادي قبل موته ستفهم وتدرك كيف يحدث ذلك...
الجسد الثاني يتمتع بالقدرة على الخروج من الجسد المادي.. يحدث ذلك في بعض الأحيان أثناء التأمل حيث يبدأ الجسد الأثيري بالصعود والهبوط... فتشعر بأن الجاذبية لم تعد تؤثر فيك... تشعر بالخفة وكأنك قد غادرت الأرض... لكن حين تفتح عينيك ستجد أنك لا تزال هنا ولم تتحرك من مكانك كل الوقت...
ذلك الشعور بالطيران والخفة يحدث بفعل الجسد الأثيري... وليس المادي... فالجسد الأثيري حر من الجاذبية...
نعم بإمكانك الخروج من الجسد والعودة إليه بحرية عبر الجسد الأثيري... وهذه الحرية لم تكن معروفة على المستوى المادي.
الآن يمكنك أن تصبح واعياً لجسدك الثاني الأثيري من الداخل.. تماماً كما أصبحت واعياً لجسدك المادي من الداخل..
كن واعياً لآليات عمل هذا الجسد وبيئته وحياته... في البداية ستجد صعوبة كبيرة في ذلك، ولكن بعد المحاولة ستصبح واعياً لجسديك معاً المادي والأثيري، وسيتسع وعيك وتركيزك ليشمل هذين البعدين...
المقام الثاني: مقام صلة الأرحام
وهو المركز الثاني من الطاقة عند منطقة الصرة أو الهارا... وهو مركز الموت والانتقال... ويلي طاقة ومركز الحياة.
هذان المركزان الذين شوههما الإنسان عبر السنين...
لأن الجنس والموت يشكلان خوفاً كبيراً للإنسان والجهل في الأديان...
لذلك تجاهلنا الموت ونسيناه مع أن الموت حق!.. وكأنه لن يحدث أو ليس موجود... وحتى وإن كان موجوداً لا تنتبه له أو تعطه أي اهتمام.. فكر بأنك ستعيش وتعيش للأبد وانسَ الموت!.....
مع أن النبي يقول لنا: اذكروا الموت هازم الملذات... ويقول علم النكاح والفلاح: لا تتجنب الجنس ولا الموت.
كل الأنبياء والحكماء والعلماء يقولون لنا أن نحترم كل شيء ولا نخاف من أي شيء... وإن خفتم من شيء فادخلوا فيه..
يجب أن تتحرر الطاقة وتبدأ بالجريان ضمن هاتين الطاحونتين...
فيهدأ هذان المركزان: الموت و الجنس... وتتحول الطاقتان...
عندما تقبل الموت لن تبقى خائفاً منه....
عندما تقبل الجنس لن تبقى مرتعباً منه...
لقد استرخى هذان المركزان الأولان...
فهما أول وأدنى مركزين اللذين شوّههما المجتمع والمعتقدات بأبشع الطرق... حين تتحرر الطاقة فيهما ستبدأ الرحلة نحو الأجساد الخمسة الباقية بسهولة... فتلك الأجساد لم تصل إليها أيدي المجتمع والناس لتؤذيها وتدنسها..
غالباً ما يولد الناس في الأرض ويموتون دون أن يختبروا شيئاً من تلك الأجساد أو يصلوا إليها... فيعيشون حياتهم كلها فقط ضمن هذين المركزين الأولين...
الجسد الثاني هو الجسد الأثيري أو العاطفي... وهو موصول بالمقام الثاني: مقام صلة الأرحام في البطن.
وهو أيضاً يحمل لنا إمكانيتين...
غالباً تكون الإمكانيات الطبيعية الأساسية له هي الغضب.. الكره.. الخوف.. والعنف..
كل تلك الحالات أو البرمجات الطبيعية تأتي من المركز الثاني والطاقة المتمركزة في شاكرا البطن...
فإذا علق الإنسان في الجسد الثاني وتوقف هناك، مباشرة ستلغى إمكانية للإنسان ليعرف ويختبر العواطف المقابلة لتلك الانفعالات، وهي الحب.. الرحمة.. الطيبة والود.. غياب الخوف والشجاعة..
الغضب والكره والعنف هي عائق يقف في طريق المتأمل في الخطوة الثانية من هذه الرحلة...
وهنا أيضاً يحدث المطب والخطأ ذاته:
فأحدهم يحاول الانتقام من غضبه... أحدهم يفجر غضبه من حوله... وآخر يقوم بكبته...
أحدهم يصبح جباناً وخائفاً خجولاً... والآخر يكبت خوفه ويخبئه ويتظاهر دوماً بالشجاعة والإقدام...
لكن لا هذا ولا ذاك سيؤدي إلى أي تحويل وتغيير...
إن كان هناك خوف اقبل به ولا داعي لكبته أو إخفائه..
إن كان هناك عنف اقبل به ولا داعي لإخفائه بحجاب من اللطف والمودة..
الصراخ بالنداءات والشعارات ضد الحرب ومع اللاعنف لن يغير شيئاً من العنف المكبوت بداخلنا..
تلك هي البرمجة والعواطف والطاقة التي قدمتها لنا الطبيعة في الجسد الثاني..
وكلها لها استخداماتها ومعانيها في الجسد الثاني، تماماً كما للجنس معنى في الجسد الأول..
باستخدام الجنس لوحده يمكن خلق أجساد مادية أخرى بالتكاثر والإنجاب.. قبل موت الجسد الأول أعدت الطبيعة ضمانة لولادة جسد آخر واستمرار النوع البشري.
كذلك الخوف الغضب والعنف كلها ضرورية ولازمة في هذا المستوى الثاني، لولاها لما تمكن الإنسان من الاستمرار والبقاء... وهي التي ستدفعك وتؤلمك لتخرج منها لتتجاوزها...
الخوف يحميك لأنه يبعدك عن الخطر.. والغضب سيحميك من الخضوع للآخرين.. والعنف سيمكنك من حماية نفسك من عنف الآخرين...
كل تلك هي نوعيات من الطاقة موجودة في الجسد الثاني وضرورية للبقاء...
لكننا غالباً ما نقف هنا ولا نذهب أبعد من ذلك..
إذا فهمنا طبيعة الخوف سيختفي الخوف... وإذا فهمنا طبيعة العنف سيتحقق فينا اللاعنف... وبنفس الطريقة حين نفهم الغضب سنتمكن من الغفران والحب ونتعلم كيف نسامح ونسمح..
في الحقيقة الغضب هو وجه لقطعة نقدية والمسامحة هو الوجه الآخر للقطعة ذاتها...
كلاهما يختبئ خلف الآخر... لكن عليك أن تقلب القطعة أولاً...
إذا عرفنا الوجه الأول لتلك العملة تماماً، سيدفعنا الفضول طبيعياً لمعرفة الوجه الآخر.. بمجرد قلبها..
هذا هو سر التأمل والمراقبة...
أما إذا أخفيت وجه تلك القطعة.. الغضب.. الخوف.. العنف وقمت بالتظاهر بعدم وجودها بين يديك فذلك لن يفيدك في شيء...
لن تكون قادراً على معرفة السلام والاستسلام والمودة والرحمة والوئام مطلقاً...
مَن يرى الخوف ويقبل حضوره في داخله..... من يستكشفه بكل أبعاده.. سيتمكن قريباً من التحويل والتبديل وإيجاد المكان الذي يختفي وراء الخوف.... فضوله واستكشافه سيدفعه ليرى الوجه الآخر...
وفي اللحظة التي سيقلب فيها القطعة سيصبح شجاعاً.. كذلك الأمر بالنسبة للعنف سينقلب إلى رحمة... والغيرة إلى حب ومودة...
تلك هي الخيارات والإمكانيات التي يحملها الجسد الثاني...
وهنا يكون دور المتأمل في الاختيار حين يعلم بأنه صاحب القرار والدار... سيبدأ بتحويل الطاقة التي قُدمت له من الطبيعة..
وليرى ذلك ويعرفه لا ضرورة للذهاب للآخرين وسؤالهم عن أنفسنا وطلب آرائهم.. بل فقط بالذهاب نحو الداخل...
إلى منبع تلك الطاقة والوعي...
جميعنا نعلم بأن الخوف والغضب كلها سدود وحواجز في رحلتنا، فكيف يمكن لجبان أن يبحث عن الحقيقة؟
طبعاً سيذهب ليشحذ الحقيقة من أحدهم... سيتمنى بأن يقدمها له أحدهم دون أن يضطر للخوض لوحده في المجهول في أرض غريبة لم يطأها أحد بعد..
لنكن أحجاراً حية تبني معبد الحق والحقيقة الحية...
هذه ليست أسرار بل أنوار...
تعلمنا وتقربنا وتجعلنا نفهم بناءنا ونحترم قداستنا وكياننا...
لا للتباهي وزيادة غرورنا.. بل لنعيش حقيقتنا ونعرف نورنا...
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق