السبت، 3 نوفمبر 2012

العقل والطاقة الكونية




أجمع علماء الفيزياء ، بعد مسيرة أبحاثهم الطويلة ، على أن جميع أنماط الطاقة وأشكالها المختلفة التي تتواجد في الطبيعة ( حرارية ، كهربائية ، مغناطيسية ، كيماوية ، ميكانيكية ، ضوئية ..وغيرها ) هي عبارة عن قوى عمياء في الطبيعة ..... لكن أينما وجدت الحياة ، بجميع مظاهرها المختلفة ، تعمل هذه القوى العمياء على خلق وبناء نماذج محدّدة تناسب الطبيعة التي خلقت فيها . هذه الطاقة الموجّهة موجودة في كل مكان في الطبيعة . وتتوارث تلقائياً في كل شكل من أشكال الحياة ، إن كان نباتي أو حيواني !. ما هو هذا المصدر المجهول الذي يقوم بتوجيه هذه القوى العمياء من أجل القيام بهذا العمل الخلاق ؟! لابدّ من وجود قوّة عقلية حيّة خفية تعمل على إدارة الحياة !. وبما أن هذا الكيان الخفي يفعل ذلك بإتقان كبير ، ولهدف منطقي ومقصود ، إذاً ، لا بدّ من أنه عاقل !. اعترف رجال العلم منذ فترة طويلة ، بأننا نعيش في رحاب قوّة خفية عظيمة ، لا متناهية ، تملئ الوجود ... ينبثق منها كل الوجود !. 
والفلاسفة تنبّهوا إلى أن هذا الانبثاق الأبدي للطاقة يصدر ويدار من قبل عقل عظيم !..... أما العلم المنهجي الذي يولي اهتمامه بالمظاهر الخارجية للظواهر الطبيعية المختلفة ويقوم بدراسة مسبباتها بطريقة علمانية ، فلا زال يتلكأ ويتملّص من الاعتراف بهذه الحقيقة الواضحة جدا
 
فعملية التطوّر ومراحلها المتعدّدة التي تخوضها الطبيعة بما فيها من كائنات مختلفة ، تظهر بنفس الوقت ، عملية تقدّم وارتقاء مستمر ومتواصل من درجات متدنّية في الوعي والذكاء في السلوك ، إلى درجات رفيعة ، وترتفع باستمرار !. ليس عند الإنسان فقط ، بل عند باقي الكائنات أيضاً !. ما هي تلك القوة العاقلة التي تتسبّب بذلك ؟!.علماء فيزيائيين مثل "بول ديراك" و "أندريه ساخاروف" و " لوي دي بروغيل" و "ديفيد بوهم" ( جميعهم حاصلين على جوائز نوبل في الفيزياء ) ، وغيرهم الكثير من العلماء البارزين ، توصّلوا إلى حقيقة مهمة في علم الفيزياء . يقولون أن الأثير الكوني الذي نعرفه هو عبارة عن "فلويد" ، أي مادة بلازمية شبه سائلة !. 
و قالوا أن هذه المادة هي جوهر الكون ! هي الأساس ! و إذا نظرنا إلى الوجود فيزيائياً بالمستوى ألجزيئي ( الكمّي ) ، نرى أن هذه المادة هي الوحيدة في الوجود !. تعمل هذه المادة البلازمية نفس عمل الجهاز العصبي ، و تقوم بتحريك الكون بأكمله عن طريق طاقة تلقائية منبثقة من ذاتها !.

و يمكن أن تتجسّد كمخزن ذاكرة عملاق ! ولديها جميع المقومات و المكونات التي تجعلها تدير عملية التطوّر في الطبيعة ككيان واعي !.
يعتمد التوجّه العلمي الحديث ، على مفهوم جديد يقول أن هذا الوعي الجوهري الموجود في الكون ، هو الذي يبني المادة ! و ليس العكس كما هو الاعتقاد سائد الآن . يقوم بذلك عن طريق استخدام الموجات الكمية والجزيئية بطريقة ذكية ، بواسطة طاقة تصدر منها تلقائياً ، لتكوين المادة بمختلف أشكالها و مظاهرها التي نراها في الوجود !. 

يقول "ماكس بلانك" ، ( أحد العلماء المؤسسين الأوائل للفيزياء الكميّة ) :
نا اعتبر أن العقل هو الأصل ، الأساس لكل شيء ، و المادة هي مشتقّة من العقل . لا نستطيع أن نتجاهل ظاهرة العقل ، فكل شيء نتكلّم عنه ، كل شيء نعتبره موجود ، يكون العقل شرط أساسي لوجوده" .
عالم الفلك و الرياضياتي "آرثر أدنغتون" :
صرّح أن مادة الكون ، قوامه و جوهره ، هو مادة العقل . و قال أيضاً:
" 
خلال ذلك العالم الفيزيائي العملاق ، يجري محتوى خفي غير معروف ، لا بدّ من أن يكون عنصر العقل . تلك المادة التي يبدو واضحاً تأثيرها المباشر على العالم الفيزيائي ، لكن لا يمكن اكتشافها بواسطة علم الفيزياء".
لازال بعض علماء الدماغ يستبعدون فكرة "القدرات التخاطرية" عند الكائنات . لكن الاكتشافات الجديدة قد تجعلهم يعيدون النظر في هذه الفكرة . فوجد العاملون في مركز أبحاث " تراينغل بارك" TrianglePark ، في كارولاينا الشمالية . أن أجزاء معيّنة من الدماغ تخضع لقوانين ( الكم ) Quantum في سلوكها ." نظرية "الكم" تتكلّم عن ما يحدث على المستوى الجزيئي " . هذا ما يقوله البروفيسور "ستيوارت هامروف" ، اختصاصي في "الوعي الكمّي" Quantum Consciousness ، في جامعة أريزونا . يقول أن هذه النظرية تثبت حقيقة ظاهرة التأثير عن بعد .
تقول النظرية : " إذا قمت بتغيير مواصفات جزيء معيّن ، و الذي قمت بفصله سابقاً عن جزيء آخر ، فإن التغييرات قد تؤثّر على هذا الجزيء الآخر ، مهما بعدت المسافة ! . 
هذه العملية ، يقول البروفيسور ، قد تفسّر ظاهرة التخاطر . و قد هدف هذا البحث إلى إثبات نظرية تقول : أن المصدر الأساسي "للوعي" يأتي من جراء النشاطات "الكمّية" في تلك الجزيئات الصغيرة التي تشكّل هيكل الخلايا الدماغية .
يؤكّد الباحث "بروس ليبتون" عملية التواصل بين الخلايا أثناء دراساته و أبحاثه في ما يسميه "وعي الكريستال السائل" . استخلص "ليبتون" بعض الخلايا من عضو معيّن و أبعدها عن العضو لمسافة خمسة أميال ، ثم قام بتعريض هذه الخلايا لصدمة كهربائية ، فلاحظ زملاؤه في المختبر أن العضو كان يتفاعل مع تلك الصدمة كأنه هو الذي يتلقّاها ! .
لقد أكدت الكثير من التقارير و الدراسات حقيقة انتقال بعض من ذاكرة المتبرّعين بالأعضاء ، إلى الأشخاص الذين منحت لهم تلك الأعضاء ! . فعندما يمنح أحد الأشخاص عضو من جسمه لشخص آخر ( كأحد الكليتين ) ، تترافق مع ذلك العضو بعض من خبرات و ذاكرة الشخص المتبرّع ! .
و قد تظهر في ذهن الشخص الممنوح خواطر أو أحلام عن حوادث أو خبرات تكون تابعة أساساً للشخص المتبرّع للعضو ! . و قد سمّيت هذه الظاهرة بفعالية ذاكرة و خبرات المتبرّع Valid Donor Memory And Experiences .

إذاً ، هذا يؤكّد لنا حقيقة أن :
" لدى الجزيئات الذرية ذاكرة خاصة بها "
هل الحديث عن هذه الظاهرة مبالغ فيه ؟ ... إذا كانت للخلايا ذاكرة ، فما المانع من أن يكون للجزيئات التي تشكّل بنية تلك الخلايا ذاكرة أيضاً ؟ .

يقول العالم البيولوجي "جيمس لوفلوك" ، في نظريته الغريبة التي سماها "غايا" Gaia :
" الكرة الأرضية هي عبارة عن نظام بايولوجي كامل متكامل يدخل في تركيبته جميع الكائنات الحية والجامدة على السواء ، لكنها تبدو ككيان واعي يتصرّف بطريقة عاقلة تجاه الظروف والأحوال المختلفة " .
و قد أورد الكثير من الحقائق التي تثبت هذه الفكرة ، كالحقيقة التي تتجلىبظاهرة استقرار درجة حرارة الأرض رغم الارتفاع المضطرد لدرجة حرارة الشمس ! 
فقد اكتشف خلال دراساته المتعدّدة (مستخدماً حسابات كمبيوترية دقيقة) ، السبب وراء هذه الظاهرة العجيبة .
فجميعنا نعلم أن الألوان الفاتحة تكون أكثر برودة من الألوان القاتمة ، لأنها تقوم بعكس الضوء الذي تتعرّض له ، بينما اللون القاتم يقوم بامتصاصه مما يؤدي إلى ارتفاع في درجة الحرارة .
يقول "لوفلوك" أن الكرة الأرضية تعمل بنفس المبدأ تلقائيّاً ! فعندما تتعرّض لموجات شمسية ذات حرارة زائدة عن المعدّل ، يصبح لونها فاتح أكثر ، و عندما ينقص معدّل الحرارة ، يصبح لونها غامق ! .
و السؤال هو كيف تستطيع الأرض أن تقوم بهذه التغييرات في ألوانها ؟ الجواب يكمن في الكائنات الحية ! النباتات و الحيوانات ! . 
فقد اكتشف "لوفلوك" أنه خلال السنوات التي ترتفع فيها الحرارة التي تتعرض لها الأرض , تزداد أعداد الزهور البيضاء بينما تنخفض أعداد الزهور القاتمة . و كذلك الحيوانات ، كالحمام والأرانب و الكلاب و الخيول وغيرها ، حيث تزيد أعداد الكائنات التي تحمل اللون الفاتح بينما تقل أعداد التي تحمل اللون القاتم ، و حتى أوراق النباتات تصبح أكثر فتوحة ! أي أن البياض يتغلّب على السواد في الطبيعة جمعاء ! . و إذا نظرت إلى الأرض بشكل شامل ، سوف تلاحظ هذا التغيير بوضوح ! .
كيف يتم تنظيم هذه العملية ؟ .. كيف يتم التنسيق بين جميع كائنات الأرض ، و جعلها تنسجم مع هذا التغيير الذي يشمل الجميع ؟!.
تعتمد نظرية غايا على فكرة أن الكرة الأرضية هي كائن بايولوجي كامل متكامل ... كائن حي قائم بذاته .. يدرك و يتصرف حسب الحالة و الظرف . يقول جيمس لوفلوك :إن النظر إلى الكرة الأرضية على أنها كائن حي هي طريقة ملائمة في التعامل مع الحقائق العلمية التي تخص البيئة و المجريات البايولوجية التي تظهرها الطبيعة . رغم أن هذه النظرة شاذة عن المفهوم العلمي السائد ، إلا أنني منحاز لها تماماً . و قد عشت مع هذه الفكرة منذ خمسة و عشرين عام . لكن ليس بنفس الطريقة التي نظر بها القدماء لها ( 
نظروا إليها كأنها تدار من قبل آلهة عاقلة متجسدة بصورة امرأة تتميّز بقدرات هائلة ) ، أنا أنظر إليها كما الشجرة ، شجرة مفعمة بالحياة .. تمضي حياتها بهدوء .. لا يمكنها الحركة إلا إذا هبّت عليها نسمة هواء .. فتتمايل بهدوء مع النسيم ... لكنها تعيش على ضوء الشمس والتربة والهواء ... فتنمو و تكبر وتعطي الثمار وتتكاثر ... 

لم تكن فكرة " الأرض الحيّة " جديدة على الإنسان . فهي قديمة قدم التاريخ السحيق . كتب أفلاطون يقول :إن الكون هو أقرب من أي شيء آخر إلى الكائن الحي .. كائناً مستقلاً بذاته .. أكثر جمالاً و كمالاً من أي شيء في الوجود ..
ظهرت عبر مراحل التاريخ المختلفة الكثير من المصطلحات التي تشير إلى هذا المفهوم . كالآلهة غايا آلهة الخصوبة التي تحكم الطبيعة ، المفعمة بالأمومة و الحنان ( منها جاءت تسمية نظرية غايا ) .
و قد ظهر مفهوم الروح الكوني . هذا المفهوم جاء من فكرة أنه يوجد روح لكل شيء في الوجود .. و جميع هذه الأرواح المختلفة تجتمع في النهاية لتشكل روح واحد عظيم ...
لقد فقد الإنسان العصري هذه المفاهيم وأصبحت غريبة عنه وعن ثقافته و نظرته للحياة . منذ أن ظهر ديكارت والعلم المادي المجرّد . هذا العلم الذي أصبح منطقه هو المنطق السائد ..
 
لكن هذا لم يمنع من ظهور رجال علم بارزين يؤيدون هذه الفكرة الشاذة عن المنطق الذي نشؤا عليه .. كالعالم جيمس هوتن الذي قال :
الأرض هي عبارة عن كائن حي عملاق .. نظام فيزيولوجي عضوي قائم بحد ذاته
 ..
بالإضافة إلى رجال بارزين مثل : لامارك ، غوثيه ، هومبولت ، و العالم الروسي فلاديمير فيرنادسكي الذي قدم للعالم مفهوم " البايوسفير " ( أي الكرة العضوية ) . فقد توصل إلى حقيقة أن المادة هي حيّة .. و الحياة هي قوة جيولوجية ... و الغلاف الجوي هو امتداد للحياة ..
هل نحن نبالغ عندما نقول أن عقل الإنسان هو ليس سوى جزء صغير من مجال عقلي كبير ، و الإدراك هو ليس سوى عملية تبادل المعلومات مع ذلك المجال المعلوماتي العملاق ؟ .أعتقد أنه سوف يأتي الوقت الذي يكشف لنا عن سرّ تلك الظاهرة التي تتجلّى بتخزين المعلومات و انتقالها في هذا المجال الكوني العظيم ...
 

 الهالة الأثيرية - أثبتها العالم الروسي كيريليان (Kirilian) في منتصف القرن العشرين حين إخترع آلة تصوير على درجة عالية من التطور إستطاع من خلالها إلتقاط صوراً لتلك التموجات فسماها العلم بالبيوبلاسما (Bioplasma).

 
ذلك الكيان العظيم المدعو إنسان فيه الكثير من الغموض والأسرار التي لم يكشف النقاب عنها بعد. كيف يفكر؟ كيف يشعر؟ كيف يتصرف؟ وما تأثير ذلك عليه؟ وبالتالي لماذ يمرض؟ كيف يُشفى؟ وكيف يحافظ غلى صحة جيّدة؟ وما هو ذلك النظام الذي يسيّر سائر مكوناته بدقةٍ متناهية؟ وما هو الخلل الذي يطرأ على هذا النظام فيؤدي الى حالاتٍ مرضية عند الإنسان؟!

لعل تلك الأسئلة وغيرها هي التي دفعت بالإنسان للسعي وراء معرفة المزيد عن نفسه وعن تكوينه فنراه يبحث في كل ما هو منظور، باحثاً عن الأسباب التي تنغّص حياته، دارساً النتائج ومتبحراً في الأسباب الظاهرة علّه يصل إلى إجاباتٍ صحيحة عن تلك الأسئلة التي لم تكف يوماً عن حَثهِ الى إكتشاف الجديد. أما دافعه للتطور فكان مساعدة الإنسانية على البقاء في صحةٍ جيّدة، لكن تطوره هذا، الذي شهد القرن العشرين قفزة نوعية فيه، إن على صعيد تطور وتجدد الوسائل التقنية التشخيصية أو على صعيد العلاج، واجهه تطورٌ في أنواع المرض وعوارضه بحيث كلما تطورت الوسائل تطور المرض من جهةٍ مقابلة. 

وهذا ما حدا بالإنسان للبحث في الأسباب الحقيقية وراء الأمراض عله بإزالة السبب يُشفى المرض. وبما أن الإنسان مكون من مادة ولامادة، وبَعد أن استعصى على العلوم إيجاد الأسباب الحقيقية وراء المرض في الجسد المادي، بدأ الإنسان البحث في الأُمور اللامادية عله يكتشف ما غاب عنه من معرفة تساعده في فهم حقيقة وجوده للعيش بأفضل طريقة ممكنة بعيداً عن المرض والمنغّصات الحياتية. 

علينا أن ندرك بأنه مهما تألقت الإنجازات وإرتقت التطورات المادية... فإنها لن تبلغ عمق الحقيقة الإنسانية ما دام الإنسان بعيداً عن معرفة باطن نفسه. فكيان الإنسان مكون من مادة ولامادة واللامادة فيه هي الأساس. فالمادة تتكون من ذرات ولذا ترى بالعين المجردة. اما المكنونات اللامادية التي هي وراء التفاعلات المادية في الجسد فهي مكونة من تماوجات ذبذبية لا يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة. 

مثال مبسط على ذلك، عندما يفرح أو يحزن الإنسان بشدة نرى دقات قلبه تتسارع علماً أن الحالتان هما لامادية ولكن ترجمتها تتم عبر المادة أي عبر دقات القلب المتسارعة. إذاً اللامادة هي وراء كل التفاعلات المادية. لمزيد من التوضيح يضيف الإيزوتيريك بأن الكيان الإنساني مكون من سبعة أبعاد أو أجهزة وعي... أكثفها الجسد، فيما المكونات الستة المتبقية والتي إصطُلح على تسميتها بالأجسام الباطنية وهي ما تكّون الإنسان بكامله، والجسم الأثيري (Aura) او الهالة الأثيرية هو ما يمثل جسم الصحة في الإنسان إذ أن كل الأمراض تظهر أولاً على ألوان الهالة قبل ان تتجسد في الجسد المادي وهذا ما أثبتته عدة دراسات قام بها العديد من العلماء وكما أثبته العالم الروسي كيريليان (Kirilian) في منتصف القرن العشرين حين إخترع آلة تصوير على درجة عالية من التطور إستطاع من خلالها إلتقاط صوراً لتلك التموجات فسماها العلم بالبيوبلاسما (Bioplasma). 

إن تلك التموجات اللونية التي تشكل الهالة الأثيرية هي عبارة عن تجمع ذبذبات ذات درجة وعي تتناسب ودرجة تذبذبها... وهي تتخلل الجسد المادي وتحيط به لتحافظ على مكوناته. الهالة الأثيرية تعكس حالة الإنسان الجسدية والمشاعرية والعقلية في آن معاً . فإذا كان المرء في حالة هدوء تتباطأ تموجات الهالة وتشف الوانها أما إذا كان في حالة من الغضب والحزن تتسارع تلك التموجات وتبهت الوانها. والجدير ذكره أن الهالة الأثيرية هي التي تلتقط الذبذبات من حولنا. فكم من مرةٍ نلتفت الى الوراء فجأة لنرى أن ثمة من يمشي خلفنا... وكم من مرةٍ نذكُر شخصاً فنراه بعد لحظات. كم من مرةٍ نشعر بأمرٍ قبل حدوثه. كل تلك المشاعر والأحاسيس تمر عبر الهالة ومنها الى الجسد وهي نابعة عن وجود الباطن في الإنسان ، ذلك الباطن الذي نعيش بموجبه دون أن نتبحر في كنه وجوده. 

علم الألوان – الأشعة اللونية الكونية والإنسانية" يفيد أن اللون السائد في الهالة عادة ، هو اللون الفضي ويتخلله اللون البنفسجي الضارب إلى الزهري (Mauve). فهذه الألوان تتداخل فيما بينها وتتفاعل... ليظهر اللون الزهري الضارب إلى البرتقالي ، الذي يدل على مدى صحة المرء... واللون البنفسجي على مدى تفتحه الداخلي... واللون الفضي الضارب إلى الزرقة يدل على مدى هدوئه النفسي . وهناك إشعاعات نورانية تظهر أيضاً في الهالة... وتشير إلى مقدار ذبذبات الحياة وعناصر الحيوية الكائنة في كيان الانسان . أما طريقة تحديد المرض أو الضعف ، فتقوم عبر تحديد اختلاف الألوان في الهالة ، لا سيما النقاط الداكنة فيها...

إن تحصين الهالة ضد السلبيات والأمراض هو من مستلزمات كل سائر على درب التفتح الداخلي ... ومن ضروريات كل إنسان يبحث عن صحة أفضل . وهذا التحصين يتحقق فعلياً عبر تمارين خاصة بالهالة وبالتنفسوغيرها 

هناك ثلاث مقومات أساسية للصحة وهي الصحة الجسدية ، الصحة النفسية ، والصحة العقلية . فإن تكاملت تلك الثلاثية وعملت بترابط وتناسق متناهي فيما بينها ينعم الإنسان بصحة جيّدة ويبتعد المرض عنه. فإذا أخذنا الفكر على سبيل المثال نرى أنه حين يكون مشوشاً أو مضطرباً إنعكس ذلك الإضطراب على الأعضاء الجسدية الى حد أنه قد يصاب المرء بصداع أو بألم في المعدة . ومع مرور الزمن ، تتطور تلك الأوجاع وتصبح أكثر خطورة . وبالرغم من تناول العقاقير والأدوية نلاحظ أن الأوجاع تتطور إن لم يعي الإنسان مسببات تلك الآلام والعمل على إزالتها . وإلا كيف نفسر طلب فترة نقاهة أو أخذ إجازة مثلاً لإستعادة النشاط إن كان على الصعيد الجسدي أو النفسي أو حتى العقلي ، بالرغم من تناوله العقاقير؟! 
التنفس الصحي السليم ، وتنفس SOH – HA، والتي تعني النفَس أوالتنفس (الصحيح). بإعتبار أن الهواء يدخل الى الجسم شهيقاً (بصوت) "صوح" – "SOH"، ويخرج زفيراً (بصوت) "حا" – "HA". ازدواجية التنفس هذه تتكامل مع توازن مقدار الهواء الداخل الى الجسم في عملية الشهيق ، والخارج منه في عملية الزفير. وهنا يكمن سر الصحة السليمة مدى العمر. أوَ ليس الصعود إلى المناطق الجبلية حيث الهواء النظيف والطبيعة الخلابة هو ما يوصف في حالات المرض أو الإرهاق؟! 


 أن أهم المغذيات التي تؤثر إيجاباً وتقوي الجسم الأثيري هي الخضار والفاكهة الطازجة ، خاصة تلك التي تحتوي على عنصر الحديد ( كالبقدونس، المشمش، الدراق، التمر، جوز الهند، الخ.) وعنصر الكبريت (كالملفوف، القرنبيط، البقلة، البصل، الفاصوليا والبازيلا الخضراء، الخ)... إذ أنها تحمل في طيات تكوينهما ذبذبات عالية الفعالية تساعد الهالة على اجتذاب الذبذبات الصادرة عن محيط الأجسام الباطنية. كما أنها تساعدعلى اكتساب مناعة صحية ضد الأمراض الموسمية... 

أما الأهم في اكتساب الصحة المتينة ، فيعود إلى حالة الإنسان العاطفية والعقلية التي تنعكس في الهالة ، وهذه الأخيرة تعكس حالتها في الجسد المادي . لا شك في ان العلم الحديث قد تقدّم في شتى المجالات التقنية والتكنولوجية لكنه لم يركز بشكل جدي بعد على أن في الإنسان نفسه الداء والعلاج . وما على الإنسان إلا البحث بجدية وتجرّد ، لكشف الغوامض في النفس ولفهم كل ما يتعلق بالأُمور الحياتية على الصعد كافة . ولنتذكر قول سقراط "إعرف نفسك تعرف العالم والكون"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق