مفهوم المعالجة بمماسة تمارين اليوغا
اليوغا هي كلمة سنسكريتيه تعني التكامل أو الوحدة وهي طريقة قديمة قبل 2000 سنة قال باتا نجالي وهو من حكماء اليوغا بأنها تعني السيطرة على العقل، فاليوغا يأخذ بها جنباً إلى جنب مع نظام غذائي فعال.ولم تعد اليوغا مجرد رياضة أو فلسفة نظرية تفيد العقل ولكنها صارت نظاما حياتيا متكاملا ووسيلة علاجية تساعد على التخلص من الامراض النفسية والعضوية الجسدية
المعالجة باليوغا
بواسطة تدريبات اليوغا يمكن للفرد ان يتصالح مع ذاته ومع الآخرين فيكون اكثر سعادة واطمئنانا. وباليوغا يتخفف الفرد من ضغوط العمل ويطرح بعيدا عباءة الاجهاد وسحابات القلق وباليوغا يتعرف الانسان الى طرق المعيشة الصحيحة من علاقات ومشاعر ومسكن وغـــــذاء وشراب ومشي ونوم وجلوس. وخلافه ويتجنب تماما الحقن والمهدئات والمنومات.فاليوغا التي تمتد جذورها الى المعتقدات الدينية الشرقية تمارس اليوم كرياضة وتلاقي رواجا في المجتمعات الحديثة لتأثير ممارستها في تخفيف ضغوط العمل والاجهاد المتراكم.
وقبل حوالي 1.000 عام ظهر شكل جديد من اليوغا اسمه "هاثا يوغا". وتعني "ها" الشمس، أما "ثا" فتعني القمر، وأما "هاثا" فتعني القوة على أساس القوة المستقطبة. إذن، كلمة هاثا يوغا تعني استخدام القوة الطبيعية الموجودة في الجسم وذلك لتحقيق ما تريد أن تحققه اليوغا دائما وهو السيطرة على العقل. وبعد أن أصبح تأثير العقل في كل الأمراض أمراً لا شك فيه، يزداد الآن تقدير إمكانيات اليوغا في العلاج. لذا يجب عند عمل حركات اليوغا عدم نسيان عمق المطلوب منها.
الطريقة العلاجية :
يطلب من المريض أن يقوم بعمل تمارين اليوغا حسب مرضه وحالته الجسمانية وفي أكثر الحالات، لا يتطلب ذلك أكثر من عدة تمارين من "الأسانا" (ASANA). أما في بعض الحالات المرضية فيتطلب عمل بعض تمارين "البراناياما" (PRANAYAMA) مع الأسانا للحصول على نتائج جيدة. وفي حالات خاصة هناك تمارين أخرى لا بد من عملها لتحقيق الشفاء. هذا، وإن تمارين التركيز والتأمل ضرورية في حالات معينة.
وهناك اختلاف بين ممارسة اليوغا عند الشخص السليم وممارستها عند الشخص المريض. كما إن هناك اختلافا بين المعاهد والمصحات المختلفة التي تستعمل اليوغا في العلاج سواء في الهند أو خارجها. وبالإضافة إلى النظام الغذائي، فإن المصحات التي تستعمل اليوغا تحاول أن تجعل المرضى يفكرون بطريقة صحيحة. وذلك يتضمن ما ذكرناه أعلاه فيما يخص المرض وأسبابه، وكذلك النظرة العامة للأمور. ويتوفر للمريض في هذه العلاجات مادة غنية فلسفياً ونظرياً وتعليمياً وذلك لأن اليوغا فلسفة شرقية كما أسلفناً، ومن ثم هي عميقة وبعيدة عن ماديات الغرب التي طغت هذه الأيام على الغرب والشرق معاً.
أهمية التأمل عند اليوغيون:
يقول اليوغيون بأن الحياة ككل يجب أن تكون تأملاً، لأننا يجب أن نحافظ على إمكانية تهدئة أنفسنا في كل الأوقات، وأن نحل جميع المشاكل العويصة والبسيطة بهدوء وتأكد. ويقول أحد الكتاب بأن الشخص الذي يأخذ اليوغا كطريقة حياتية فإنه اتخذ القرار الضروري الوحيد وهو أن تصبح اليوغا طريقة حياته. بعد ذلك ليس هناك عدة خيارات في المشكلة الواحدة التي يجابهها لأن الهدوء اليوغي يأخذ بيده إلى ما يجب أن يعمله في تلك الحالة. وهذا لا يعني أنه وصل إلى الكمال، ولكن يصل إلي وضع يجب على أي إنسان أن يسعى للوصول إليه. وهناك كتب متخصصة بالتأمل يجب الرجوع إليها إذا أردت التعرف أكثر ومن ثم ممارسة هذه الطريقة، إلا أنني سأذكر هنا إطارها العام لتوضيح سهولة ذلك. فالعملية هي كما يأتي : أولا نتعلم كيف نتنفس جيداً وطبيعياً، وثانياً نعيد تأسيس الاتصال بأجسامناً، وثالثاً نتعلم كيف نتعامل مع الشد وردود الأفعال.
والصورة المرسومة للتأمل في ذهن الكثيرين هي جلوس أشخاص يلبسون ملابس معينة بدون حراك لساعات طويلة. وهذا غير صحيح، فالتأمل يمكن ممارسته في أي مكان وفي أي وضعية سواء كنت جالساً على الأرض أو على كرسي. الشيء المهم هو أن يكون ظهرك منتصباً. وإذا كان هذا غير ممكن أو مؤلم فلا بد من الاعتياد عليه، أو أن يكون نصب العين كهدف لأولئك المصابين بعاهات أو أمراض تمنع من ذلك، فلعل التحسن يحدث وإن كان بطيئاً.
ويعتقد الناس بأنهم بحاجة إلى الذهاب إلى الأماكن المخصصة للعطل أو السفر لكي يحققوا الراحة التي هم بحاجة إليها، أي إنه لا وجود للراحة إلا في الجو الفلاني وفي المكان الفلاني، وعدا ذلك لا يمكن تحقيق الهدوء والصفاء الداخليين لإعطاء العقل والجسم فرصة لالتقاط الأنفاس. إلا أن هذا ليس صحيحاً بدليل إن ممارسي اليوغا والتأمل يستطيعون تحقيق ذلك في أي مكان. فمثلاً قام أحد اليوغيين بتقليل عدد ضربات قلبه بواسطة التأمل لسماء زرقاء فيها بعض الغيوم الساكنة، وذلك في أحد المعاهد الطبية الأمريكية. فلم يحتج هذا الرجل إلى الذهاب إلى شاطئ البحر أو إلى سفح جبل في معزل عن الناس، وإنما أتى بهذه الصورة إلى مخيلته مع اللوازم الأخرى بالطبع كالتنفس.
ولا يحتاج الأمر في البداية إلى أكثر من عشر دقائق، ويمكن بعد ذلك زيادة المدة تدريجياً. ويمكن أن تكون نصف الساعة كافية لأغراض العلاج. وأيضاً يفضل أن يجرى العمل في وقت محدد من كل يوم وفي مكان واحد دائما لأن الدماغ يحب الروتين. ألا ترى أنه في أول يوم أو يومين من أيام شهر رمضان يشعر الصائم بالتعب والدوار في أوقات تناول الطعام اليومية، ثم لا يلبث أن يعتاد على وقت الإفطار الرمضاني. والاختلاف هنا عن التصور الذهني هو إنه يمكن في التأمل أن لا تستعمل صورة وإنما جملة. فمثلاً ( بكيت لأني كنت بلا نعلين، إلا أن التقيت بمن لا يملك قدمين) حيث لا تذكر هذه الجملة فقط بمعاناة الآخرين التي قد تكون أكثر من معاناتنا فحسب، وإنما تذكرنا بأن الحياة تستمر رغم المعاناة مهما كانت.
وقد تم فحص التأمل علمياً وكانت النتائج مدهشة حقاً. فمثلاً، اكتشفوا أن الشخص المتأمل يخفض من حاجته للأوكسجين بحوالي 20%. هذا في حين أن احتياجك إلى الأوكسجين لا ينخفض إلى أكثر من 5% عندما تجلس في بيتك على مقعد لتستريح قليلا، فما الفرق بين الحالتين مع أن الاثنين مسترخيان، بل إن المتأمل مشدود بعض الشيء ؟ وبما أننا نعلم أن الدماغ هو أكبر مستهلك للطاقة على الرغم من أن حجمه لا يزيد على 2% من حجم الجسم، علمنا أن هذه الفرق بين الحالتين سببه هبوط فعاليات الدماغ. وفعاليات الدماغ هنا هي الأفكار التي تخطر في بالنا بسرعة، وتبتعد وتقترب وكأن هناك في أدمغتنا مناقشات حامية، هذه هي التي نخسر لأجلها طاقة عظيمة نحن بحاجة لها سيما المرضى منا والذين هم بحاجة إلى كل هذه الطاقة.
وهناك جهاز إلكتروني يقوم بفحص مدى استرخاء الجلد، بحيث أن الجلد يبدو أكثر استرخاء بمجرد أن تجلس لتستريح لمدة قصيرة من الزمن . ويمكن معرفة تغير الحال بواسطة صوت يخرج من الجهاز. وإذا وضعت قطبي الجهاز على إصبعيك وقمت بالإحساس بأنك تعيس لمدة ثوان ستسمع بأن الصوت قد أصبح عالياً جداً. بعدها إذا توقفت عن ذلك الإحساس لا يعود الصوت إلى ما كان عليه قبله إلا بعد مرور دقائق. فتصور ما يحدث عندما تصاب بمختلف الأحاسيس المؤلمة إذا حدث هذا التغيير في الجلد بسبب إحساس مفتعل لم يستغرق أكثر من ثوان معدودة. لذا فسواء كان القلق أو الخوف حقيقيين أو مفتعلين ( كما يخبر الأطباء المرض الذين لا يجدون عندهم شيئا حسب فحصهم ) فإن التأثير السلبي على الجسم مؤكد ويستمر لمدة من الزمن حتى بعد زوال الحالة.
وبما أن المرض كان سببه المريض نفسه كما بينا سابقاً، أي معيشته بطريقة غير متوافقة مع الطبيعة سواء أكان ذلك بسبب إهماله أو عدم معرفته، فإن العلاج لا بد وأن يكون بتصحيح تلك الأخطاء ومن قبل المريض نفسه. فاليوغا تعلم وتبين الطريق وعلى المريض أن يتبع النظام الصحيح.
وهنا أحب أن أذكر أولئك الذين يندبون حظهم ويلعنون الساعة التي ولدوا فيها وغير ذلك من. الأفكار التي لن تساعدهم على الخروج من محنتهم إطلاقاً بل ستزيد الطين بلة، أذكرهم بأن لكل شيء سبباً ولا يعقل أن يكون هذا العذاب والألم والمعاناة بدون فائدة لأن الله الذي خلق الإنسان أكرم من أن يعذبه بدون أن يكون هناك تدخلاً من جانبه ( أي الإنسان ) أو بدون فائدة له أو الاثنين معاً. فهل إنك لست مسؤولاً عما حل بك إذا كنت تعيش بشكل لا يتوافق مع الطبيعة المحيطة بك ؟ وهل أنت غير مسؤول عما حل بك وأنت تعيش في دورة حياتية يومية سريعة لا تحتملها الماكينة المصنوعة من الفولاذ ؟ وهل أنت غير مسؤول عما حل بك وقد قضيت سنين من عمرك أو عمرك كله وأنت تدخن أو تشرب المسكر وقد نبهك الله إلى مخاطر ذلك ؟ وهل أنت غير مسؤول عما حل بك وأنت في حالة حسد دائم لهذا وكراهية لذاك وحقد على ثالث ورغبة بالانتقام من رابع إلى غيرها من الأمراض القلبية إن كانت في غير محلها ؟ .
وحتى إن لم يكن لك دور في كل ذلك، أو كنت قد خلقت بعاهة مثلاً أفلا يسليك أن هذا كفارة لسيئاتك ورفعاً لدرجاتك ؟ ألا تريد أن تستعمل الدنياً التي إن هي إلا أيام معدودات من أجل الآخرة التي هي دار الخلود ؟ فالأمراض تسقط الذنوب كما يسقط ورق الأشجار كما جاء في الحديث.
إن أولئك الذين ينظرون إلى مشاكلهم المرضية وغيرها نظرة إيجابية يستطيعون حلها بشكل أفضل من أولئك الذين يندبون حظهم وكفى، وذلك لأن الأولين يستطيعون النظر إلى مشاكلهم وهم بحالة ذهنية أفضل وبشد عصبي أقل وبتفاؤل بالنتائج على عكس الآخرين الذين لا يتوقعون أن يحصلوا على نتيجة حسنة فلا يتعبوا أنفسهم ويبقون عالة على غيرهم.
أمور عملية للممارسة :
أولا- من الضروري أن يفهم من يريد ممارسة اليوغا المتطلبات والمبادئ المتعلقة بممارستها، وهي :
1- الزمان 2- المكان 3- الهدوء 4- الراحة 5- اللباس 6- الاستحمام 7-كيفية أداء الحركات حسب قابلية جسمك 8- التصرف في الأوضاع الخاصة كالحيض عند النساء 9-كمية الممارسة.
ثانيا-الغذاء واليوغا :
يحتل الغذاء مكاناً هاماً في اليوغا لأن الغذاء يؤثر على الحالتين العقلية والجسمية. ويقسم الطعام في اليوغا إلى ثلاثة أقسام : رجاسي، وتماسي، وساتفك. يعتبر الرجاسي طعاماً غير مناسب لأنه يزيد في الوزن والدهن والإحساس بالثقل إلى مدة طويلة بعده، كما يثير العاطفة. أما التماسي فيمثل الأطعمة التي تحضر حارة، أي بكثير من التوابل والملح وهذا النوع غير مناسب هو الآخر، وأما الساتفك فهو الطعام الذي يحضر بأقل كمية من التوابل وغيرها، ويكون طازجاً ومطبوخاً أقل ما يمكن. وهذا هو النوع المفضل والمناسب لمن يمارس اليوغا. ومنه ترى أنه هو النوع الذي أشرنا إليه في المعالجة الطبيعية عندما تكلمنا عن الغذاء والطبخ وغيرها.
وحسب المبادئ اليوغية، ليس هناك طعام رجاسي أو تماسي أو ساتفك بحد ذاته، وإن ما يضعه في إحدى هذه التقسيمات الثلاث هو طريقة التحضير. فيمكن أن تطبخ البطاطا بطريقة تجعلها من الطعام التماسي، في حين أن اللحم يمكن أن يحضر بطريقة تجعله طعاماً ساتفكياً.
وفي اليوغا، يجب أن يحتوي الغذاء على الأنواع الأربعة التالية ليكون غذاءاً متوازناً كاملاً وهي : السلطة، والخضراوات الطازجة، والفواكه الطازجة، والمكسرات الفجة. كما وتطالب اليوغا بنفس المبادئ العامة التي ذكرناها في المعالجة الطبيعية كمضغ الطعام وعدم السرعة في تناول الطعام وكمية الطعام وشرب كمية كافية من الماء أثناء اليوم. كما تطالب بالامتناع عن المشروبات الكحولية والشاي والقهوة .
ثالثا-النظافة واليوغا :
تطالب اليوغا من يمارسها بما يلي :
1- الاستحمام
2- فتح المسامات بالدلك سواء كان ذلك باليدين أو بفرشاة أو بليفة
3- عدم استعمال أي نوع من الصابون لأن بعضها يحوي على كميات من المواد الكيمياوية المضرة كما أنه يسد المسامات. وهناك بعض المواد المعوضة عن الصابون لا مجال لذكرها
4- غسل الشعر جيداً بغسل جذوره فإن الشعر السليم دلالة على الشخص السليم
5-تنظيف الأسنان جيداً بالفرشاة، وهنا يمكن الاستعاضة عن معجون الأسنان الاعتيادي الحاوي على الكثير من المواد المضرة بمعجون الأسنان المحضر بطريقة صحية وخصوصاً من مادة السواك الذي حث على استعماله النبي (صلى الله عليه وسلم )
6- التدليك باستعمال الزيوت المناسبة والتي ذكرنا الكثير منها في فصل المعالجة الطبيعية
مدة العلاج :
لا يجب أن تزيد الممارسة الواحدة لليوغا على45 دقيقة في الشتاء و. 30 دقيقة في الصيف. ولا يجب أن تمارس أكثر من مرة واحدة في خلال 24 ساعة. وإن الممارسة المنتظمة لمدة 15 دقيقة كافية للمحافظة على الصحة.
أما مدة العلاج كلها فحسب الحالة المرضية نوعاً وتاريخاً. فقد وجدوا في معهد اليوغا "بتنا" الهندي إن أكثر الحالات المرضية لم تحتج إلى أكثر من شهرين أما في الحالات الصعبة أو التي لها سنين فإن العلاج يتطلب 4- 5أشهر أو أكثر.
قدرات اليوغا :
ذكرنا أعلاه بأن أكثر الحالات المرضية لا تحتاج إلى أكثر من شهرين لتحقيق الشفاء، في حين تحتاج الحالات المزمنة إلى أكثر من ذلك. وهذا النجاح كان في مختلف الحالات كالسكري والتهاب المفاصل والربو ومشاكل المعدة والأمعاء والشد العصبي وغيرها. وهذه حالات لا يستطيع الطب المتداول أن يشفيها، هذا إذا استطاع تخفيف المعاناة في بعضها أصلاً.
ويعود الفضل في هذه النتائج إلى قدرة اليوغا على السيطرة على العقل، أو قل تمكين المريض من ذلك بحيث يستطيع استعمال القوة العقلية في السيطرة على فعاليات الجسم وبالتالي المرض.
ولم يكن العرض الذي أداه "سوامي راما" في أمريكا والذي ذكرناه من قبل مجرد عرض استعراضي لإثبات مقدرة ممارس اليوغا على التحكم في ضربات قلبه، وإنما هو إثبات قدرة اليوغا على السيطرة على الكثير من الحالات المرضية التي لها علاقة بالقلب والدورة الدموية كضغط الدم العالي مثلاً.
ويستطيع ممارس اليوغا أن يتحكم بدرجة حرارة جسمه بحيث يهبط بها بمقدار15 درجة مئوية في أقل من ساعة من الزمن. ليس هذا فقط، بل و يفعل ذلك للجسم ككل أو لأجزاء معينة منه !! لقد كان العقل هو الحاكم القوي هنا. وكل ما في الأمر أنه جلس بحالة هدوء عقلي وهو يركز بلطف ولكن باستمرارية على قضية حرارة الجسم وكم يريدها أن تكون. وهذه الطريقة مستعملة الآن مع مرض السرطان من قبل الطب المتداول بعد أن وجد أنها ناجحة أكثر من الأدوية الكيمياوية.
حالات تم معالجتها باليوغا:
1- امرأة متوسطة العمر عندها مشاكل في إحدى ساقيها. ولم تنجح الجراحة في إزالة هذه المشاكل، ثم إن الطبيب الأخصائي أخبرها بأن عليها أن تلبس قطعة الحديد التي تمسك بالساق ( والتي تستعمل مع المشلولين مثلاً) فيما تبقى من عمرها.
ولكنها اشتركت في مجموعة محلية لليوغا، وكانت تحضر مرة واحدة أسبوعياً وهناك علموها كيفية التنفس الصحيح وكيفية محاربة المشكلة بتطوير طاقتها من خلال التنفس. وبدأت بالممارسة اليومية، وكانت تصور في ذهنها كيف أن ساقها تتجه نحو الشفاء أثناء ما كانت تتنفس بهدوء وتناغم . وبعد مدة وجدت أنها لم تعد بحاجة إلى القطعة الحديدية. وبعد مدة أخرى عادت إلى حالتها الطبيعية. أما الطبيب الأخصائي فلم يكلف نفسه عناء البحث في الموضوع عندما ذهبت إليه وهي تمشي بثبات على ساقيها، وكل ما قاله ( إنك من القلة المحظوظين )!! .
2- تعرض "هوارد كنت" أحد أخصائي اليوغا إلى حادث أثناء ما كان مشتغلاً في علاج أحد المرضى المعوقين إعاقة شديدة. وقد كسر أحد عظام إحدى وجنتيه وتثبت من ذلك في صورة الأشعة. ولكنه رفضن العملية التي اقترحها الطبيب.
بعد يومين قرر أن يخضع نفسه لاختبار يجربه عادة على مرضاه المعوقين، وهو اختبار فحص الاستقبال الكهربائي لسوائل أنسجة الجسم. ويتأثر هذا الاستقبال بعوامل عدة أهمها حالة الشخص الصحية. وبعد الفحص تبين أن جميع أجزاء جسمه تعمل بصورة طبيعية ما عدا العظم المكسور. بعد تسجيل قراءة الجهاز هذه، أخذ يتنفس بعمق لمدة 5دقائق باستعمال القفص الصدري مع تصوير ذهني بأن الطاقة تتدفق في وجنته. بعدها أخذ قراءة ثانية، وتبين إن هذا هو ما حصل بالضبط، أي إن الطاقة تدفقت في وجنته. ولم تمض عشرة أيام إلا وشفي الكسر نهائياً ولم تعد هناك مشكلة بعدها.
وهذه وإن لم تكن حادثة كبيرة، إلا إن كنت كان عمره 61 سنة وهذا ما يبطيء من الشفاء كما سيخبرك أي طبيب. إن عملية تصليح العظام عملية كهربائية في الجسم والذي فعله هنا هو استعمال التنفس لتحفيز عملية الشفاء الطبيعية.
3- لول يمين شماس، سيدة لبنانية الأصل، استقرت في بريطانيا منذ اكثر من عشرين عاما، بعد انفصالها عن زوجها الطبيب اللبناني، وتمارس حاليا علاجا متطورا وجديدا لآلام الظهر في لندن اسمه (Phoenix Rising) «فينيكس رايزينغ»، وهو يعتمد على اليوغا والتحليل النفسي Psychotherapy في الوقت عينه. واصبحت عيادتها مقصدا لكثير من المرضى الذين يعانون من هذا المرض المسمى «مرض العصر».
وهي واحدة من اربعة اشخاص يمارسون هذا العلاج كمحترفين في بريطانيا علما بأنه علاج منتشر في الولايات المتحدة الامريكية، وقد اسسه ونشره معلم اليوغا الاسترالي مايكل لي.
وكان لي قد تأكد من خلال اختباراته الشخصية، بأن البقاء في موقع واحد من مواقع رياضة اليوغا لفترة طويلة وشد عضلات الجسد الى اقصى الحدود يصلان بالإنسان الى ادراك ووعي قلما يصل اليهما. واذا استمر هذا الوضع بإشراف احد محترفي هذا العلاج، فان الجسد سيوجه رسائل الى العقل مما يسهل ويساهم في عملية احتواء الاوجاع وخصوصا اوجاع الظهر.
وتقنية «فينيكس رايزينغ» ملائمة جداً للناس الذين يعيشون حياة صاخبة ومرهقة في مدن العالم التي يتطلب العيش فيها مجهودا جسدياً وعقلياً كبيرين.
وتقول السيدة يمين شماس في مقابلة اجرتها صحيفة بريطانية معروفة معها: «عندما يعمل الانسان 10 ساعات في اليوم او اكثر في اعمال مرهقة، فانه سيعاني مشاكل في جسده وحياته النفسية، وعليه العثور على وسائل لمواجهة هذه المشاكل. و«فينيكس رايزينغ» هي احدى هذه الوسائل التي تؤمن اتصالا وثيقا بين العقل والجسد، وتساهم في تحقيق تبديل جذري في التصرف الانساني (الجسدي والمعنوي)».
وتبلغ لولو يمين شماس الـ 50 من عمرها، مع انها مازالت محتفظة بجمال ورشاقة يوحيان بأنها اصغر من هذه السن. وكانت قد اكتشفت رياضة «اليوغا» بعد انجابها ثلاثة اولاد وإصابتها في ظهرها بسبب ممارستها المتواصلة للتمارين الرياضية.
ومنذ ثمانية اعوام، تدربت لتصبح معلمة في نوع خاص من اليوغا اسمه: «سيفاناندا يوغا فيدانتا»، وهو يرتبط كثيرا بالروحانية. ومن هناك انتقلت الى تقنية «فينيكس رايزينغ» واصبحت تمارسها كمهنة، ولديها العدد الكبير من الزبائن وخصوصا من السيدات المصابات بألم الظهر من شتى الجنسيات.
وخلال عملية المعالجة، يوضع المريض في وضع يوغا ثم يتم شد عضلاته الى اقصى ما يمكن، ويسمى هذا الاجراء (The Edge) «الحافة». ويُطلب منه التعبير عما يشعر به خلال عملية الشدّ والتنفس، من وقت الى آخر، بالطريقة التي يطلبها الاختصاصي.
وتؤكد يمين شماس ان هذا العلاج لا يشفي من آلام الظهر فحسب بل يساهم في مواجهة القنوط والكآبة والامراض النفسية العصابية.
وعلى كل مريض او مريضة ان يملأ استمارة عن حياته الشخصية والرد على بعض الاسئلة التي تطرح عليه قبل اختيار الوسيلة الملائمة للمعالجة وقبل اختيار الاوضاع الجسدية المطلوب ان يكون فيها قبل عمليات الشد والتنفس والغوص في الاعماق النفسية. وتقوم يمين شماس بتبديل مواقع واضافة وسائد، هنا وهناك، خلال المعالجة، وفي الوقت نفسه تطرح الاسئلة.
ويشعر المريض بعد خضوعه لجلسة معها، حسب ما اشارت احدى السيدات اللواتي فعلن ذلك، بان جسده قد خضع لعملية «دوزنة». وبعد الفترة العلاجية، تقدم يمين شماس لزبائنها فنجانا من شاي الياسمين الذي اشترته خصيصا من باريس مما يحقق المزيد من الارتياح.
4- وتقول "مارغريت هلز" التي عانت من التهاب المفاصل لمدة 16 سنة ثم شفاها الله باتباعها نظاما غذائيا أهدت إليه بعد البحث الطويل بحيث أنها تعافت من المرض بعد أن كان قد أقعدها لسنين طويلة، تقول بأنها تعتقد أن الله أراد أن تتعذب كل هذه السنين لكي تبحث عن العلاج وتجده ومن ثم تبدأ بمعالجة المرض وتخفف عنهم ( حيث فتحت عيادة لعلاج التهاب المفاصل والروماتزم في وسط إنكلترا ).
تمارين اليوغا:
تخلصك من ضغوطك النفسية كثير من الناس يعانون من ضغوط العمل والمشاكل اليومية والشعور بالإرهاق والتعب والملل والعصبية. وفي بعض الأحيان يشعرون بالألم عند التحرك أو القيام بأي من الأعمال حتى إن كانت بسيطة.
فهنا بعض تمارين اليوغا التي تساعد الجسم على الاسترخاء وطرد مشاكل الحياة جانبا.
-الانحناء أثناء الوقوف:
تحذير: إذا كنت تعاني من أي مرض في القلب أو ارتفاع في ضغط الدم أو جلطة دموية. أو آلام في الظهر أو مشاكل في الأذن والعين. يجب ألا تطول مدة التمرين عن ثلاث دقائق.
1- اسند ظهر الكرسي إلى الحائط وقف بعيدا عنه "حسب طولك" ثم ارفع يديك إلى أعلى ونزلهما ببطء لملامسة الكرسي.
2- خذ بضع خطوات إلى الخلف مع الاحتفاظ بالظهر مشدوداً بين فترة وأخرى وأخذ نفس عميق.
3- حاول أخذ خطوات إلى الخلف حتى تصل إلى أبعد نقطة يمكنك الوصول إليها، ثم عود ببطء إلى الوضع السابق حتى يمكنك الوقوف للاستراحة.
-استراحة العين:
1-اجلس على كرسي وليكن ظهرك مستقيماً ومشدوداً من دون تحريك الرأس. انظربعينيك ناحية الشمال إلى أقصى درجة يمكنك الوصول إليها، وامكث دقيقة ثم غير اتجاه نظرك لمدة دقيقة أخرى. ثم إلى الأعلى والأسفل من ناحية الشمال، ثم ناحية اليمين، ثم حاول الدوران بعينيك في كل الاتجاهات.
2-حاول إغلاق إحدى العينين ووضع إصبعك أمام الأخرى ومن ثم تقريبه وإبعاده عن العين، ثم غير بالعين الأخرى.
3-غط كلتا العينين بكلتا يديك حتى تشعر بالدفء، وتخيل أنك في غرفة مظلمة، وهذا يساعد على استرخاء عضلات العينين لمدة دقيقة، ويمكن عمل هذا التمرين وأنت تجلسين أمام شاشة الكمبيوتر عند الشعور بالتعب.
- تمرين التحديق إلى السقف:
1- قف مستقيم وخذ خطوة واسعة إلى الأمام. ضم يديك مع بعضهما من الخلف وارفع رأسك إلى أعلي كأنك تحدق في السقف. أمكث أطول مدة ممكنة.
2- عند العودة إلى وضع البداية .. انزل رأسك أولاً. ثم أخر صدرك المشدود ثم يديك ببطء. ثم بدل بالرجل الأخرى وأعيد التمرين حتى تشعر بالاسترخاء التام.
المزايا:
تعطي صحة جيدة لإنها تحقق تكامل وتوازن كافة أجهزة الجسم وتجعله مترابطا وتمدد الفقرات وتقوي العضلات.
علاج طبيعي للتوتر والقلق .
وهي افضل علاج وقائي يعمل على توافق الجسم والعقل والمشاعر وتحسن من الحالة العامة للجسم وحيويته وتوفر الهدوء النشط والصفاء الذهني.
تتطلب اليوغا نشاط ذهني فتساعد بالتالي على التركيز والصفاء الذهني.
تساعد على إدراج ماهية الجسم وتعزز الأداء الجيد حيث تركز على الإستقرار المركزي "بالجسم والظهر " وتحسم التنسيق والتوازن.
تحسن من حركة المفاصل ومرونتها ومجال حركة الجسم مما يساعد على الأداء الرياضي والقيام بالنشاط اليومي بسهولة ويسر.
تساعد على استعادة الشكل الجسماني المنتظم . غالباً ما يكون هناك جانب من الجسم أضعف أو اكثر مرونة من الآخر . وقد يؤدي عدم التوازن هذا إلى الإصابة والألم وعدم الإحساس بالراحة.
تساعد اليوغا على تنظيم إفراز الهرمونات من الغدد المختلفة وتساعد على تنظيم الميتابولزم.
الدراسات الاخيرة في اليوغا :
كشف تقرير نشرته مجلة الجمعية الطبية الأميركية أن ممارسة اليوغا ورياضة التأمل تفيد في تخفيف الألم.
فقد أجرى الباحثون في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا الأميركية دراستهم على 42 شخصا مصابا بمتلازم النفق الرسغي, وتم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات, تعلمت الأولى تمارين التأمل واليوغا, وتلقت الثانية جبيرة رسغية عادية, وتركت الثالثة دون علاج, ثم تم قياس درجات الألم عند كل مجموعة بعد ثمانية أسابيع, وبعد إجراء عدد من الفحوص العصبية تبين أن تمارين اليوغا والتأمل ساعدت في تخفيف الشعور بالألم والانزعاج بشكل كبير.
ولاحظ الباحثون في نهاية الدراسة أن الأشخاص المشاركين في مجموعة اليوغا سجلوا شعورا أقل بالألم وحركة أقوى لليد والرسغ مقارنة مع الأفراد في المجموعات الأخرى.
الملخص:
والآن نطرح هذا السؤال: ماذا تعني اليوغا ؟ انها تعني تدريبا خاصا يشمل الجسد والعقل والروح. وينبغي عندئذ على المرء ان يوقف فكره او نشاطه الذهني وينخرط في نوع من التأمل العميق. بل وينبغي عليك ان توقف اللاوعي، الى نشاطك الذهني اللاواعي اذا امكن.
واليوغا الكلاسيكية تشتمل على ثمانية اشياء:
1) ردع الذات اي ينبغي الا تؤذي احدا، وان تقول الحقيقة والا تسرق، وان تعف عن الشهوات، وان تكون نزيها مترفعا.
2) الانظمة التي ينبغي اتباعها: النظافة، القناعة، الزهد، الدراسة وتكريس النفس لعبادة الخالق.
3) المواقف الجسدية: وهي مواقف او اوضاع جسمية معينة ينبغي اتخاذها اثناء ممارسة اليوغا. وجميعا تتم جلوسا.
4) ضبط التنفس: وتنتج عنه آثار فيزيولوجية او عضوية مباشرة. ولكن يمكن لهذه الآثار ان تؤدي الى انعكاسات سيكولوجية او نفسانية.
5) الاستدراك: ويتمثل في تحييد الفعاليات المتعلقة بالحواس وكذلك تحييد القوى المحركة. ينبغي ان تعيدها الى ذاتك الداخلية لكي تكون بمنأى عن الاضطرابات الداخلية.
6) تثبيت الاهتمام على شيء معين دون غيره والتركيز المكثف عليه وحده.
7) اطلاق التأملات حول هذا الشيء.
8) تركيز البنية النفسانية على هذا الشيء بطريقة متواصل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق