الأحد، 10 فبراير 2013

المعادن الثقيلة - اثرها على الصحة




هل تشعر بالإجهاد أو سرعة الغضب أو الارتباك أو تعانى من أعراض النسيان أو الاكتئاب أو أعراض الأنيميا أو الضغط المرتفع دون سبب ظاهر . إذا كنت كذلك فإن هذه بعض العلامات التى قد تدل على أنك تعانى من تسمم بالمعادن الثقيلة المتراكمة فى الأنسجة الرخوة من جسمك مثل الكلى والكبد والبنكرياس والمخ الجهاز العصبى المركزى


ما هى المعادن الثقيلة؟
هى المعادن التى تزيد كثافتها عن كثافة الماء خمس مرات وتتصف هذه المعادن بأنها ثابتة بمعنى أنها لاتستهلك فى جسم الإنسان خلال سلسلة الغذاء
.

وأهم هذه المعادن الضارة بالصحة هى الزئبق – الرصاص – الزرنيخ – الكادميوم – الألومنيوم.
وليس لهذ ه المعادن الثقيلة وظيفة فى الجسم إضافة إلى كونه ا شديدة السمية وتدخل إلى الجسم بطرق مختلفة منها الشم أو الهضم أو الام تصاص عن طريق الجلد فإذا كان معدل دخولها إلى الجسم أسرع من قدرتة على إزالتها فإنها تتراكم لتصل إلى الحد الخطر

مصادر التلوث بالمعادن الثقيلة:
تعتبر التربة الزراعية من أهم مصادر تلوث الغذاء بالمعادن الثقيلة والتى تأتى له عن طريق مياه الرى الملوثة أو عن طريق استخدام المبيدات حيث تنتقل هذه المعادن من خلال الجهاز الوعائى للنبات وبالتالى تصبح الخضروات .Systemic toxins الحبوب والثمار وتسمى عندئذ باسم سموم جهازية
والفاكهة والمحاصيل الحقلية التى تروى بمياه الصرف الزراعى الملوث بالمعادن الثقيلة أهم وأخطرمصدر لدخول المعادن الثقيلة السامة إلى جسم الإنسان دونما وسيلة للتعرف على ذلك أو تجنبها وليقف الإنسان حائرًا أمام مثل هذه المشكلة جهله بمصدر هذه المنتجات

وأشهر خمسة معادن ثقيلة سامة هى:
Mercury contamination ١ الزئبق
يعتبر الزئبق واحد من أكثر المعادن السامه التى تسبب مشاكل صح ية عديدة فمعظم الناس معرضين للتلوث بالزئبق من مصادر مختلفة منها حشو الأسنان والتغذية على الأ سماك البحرية الكبيره (التونا.....وغيرها) أو عن طريق الحقن بالأمصال وتعتبر مياه الشرب ومياه الصرف الزراعى المختلطةبمخلفات المصانع هى أكثر مصادر التلوث بالزئبق فى دول العالم الثالث.يؤدى الزئبق إلى ضعف الإبصار وفقد السمع وحدوث مشاكل فى الجهاز الهضمى والعصبي لتأثيره السام على الأعصابNeurotoxinكما يؤثر على القدرة العقلية ويؤدى تراكمه إلى حدوث فشل في وظائف الكبد والكلى وضعف فى حاسة السمع

أ/حشوالأسنانDental Amalgams

إذا كنت قد قمت بحشو أسنانك فيجب أن تلتفت إلى أن الزئبق يمثل ٥٠ % من الحشو المستديم (المسمى الفضه) وأن هناك إحصائية تشير إلى أن ٩٥ % ممن يعانون أمراضًا فى الجهاز العصبى المركزى مثلepilepsy الصرع Paralysis، الشلل ، Migraine الصداع النصفى ، قد سبق لهم حشو أسنانهم بالأملجم وهذا يستلزم سؤا ً لا؟هل أنت فى حاجه إلى هذا النوع من الحشو الذى يدخل فى تركيبة الزئبق والمعروف عنه أنه أقوى السموم والمزروع فى أسنانك على بعد سنتيمترات قليله من المخ!!؟؟
إن الأبخرة الناشئة عن الالمجمAmalgams تتسرب بصفة مستمرةوقد أثبتت الدراسات المكثفة أن حشو الأسنان يتسرب منه أبخرة الزئبق بنسبه ١٠ مرات أكثر من المعدل ا لعادى له وخاصة عند مضغ اللبان أو شرب المشروبات الساخنة وإستخدام فرشة الأسنان فإذا كان الأمر كذلك فكيف يكون الحال عندإعادة حشو أسنانك !؟ أنه يتح تم عليك أن تتأكد جيدًا من دقة وحرص طبيب الأسنان فى التخلص من بقاياالحشو كما يجب عليك أن تقوم بنفسك بالمضمضة عده م رات للتأكد من عدم وجودبقايا من الحشو فى فمك إضافة إلى أنه يجب ألا تقوم بحشو أسنانك إلا وأنت فى صحة جيدة

ب /اللقاحات:
يحتوى لقاحThimerosalالشائع الإستخدام فى تطعيم الأطفال على الزئبق كمادة حافظة فى صور ة بنسبه ٥٠ % ومعروف أن الأطفال لديهم حساسية شديدة للزئبق حيث أن جهازهم العصبى مازال فى طور التكوين وقد أوصت كل من الاكاديمية الأمريكية للأطفالAAPومركزمكافحة الأمراضCDCبمنع إستخدام الزئبق كمادة حافظة فى هذا اللقاح إلا أنه مازال يستخدم خاصةفى لقاحات الإلتهاب الكبدى النوعB والدفتريا والسعال الديكى والتيتانوس ...... الخ
ج/الأسماك:تمتص الأسماك البحرية وأسماك المزارع متبقيات الكيماويات السامه والمعادن الثقيلة وتتركز فى أجسامها ويعتبر إسواد الغشاء البر يتونى فى الأسماك أحد الدلائل القوية على تلوث هذه الأسماك بالمعادن الثقيلةويمكنك ملاحظة ذلك عند تنظيف أمعاء الأسماك وكلما كانت الأسماك كبيرةكانت لحومها أكثر خطورةلأنهاتأكل الأسماك الصغيرة وبالتالى يزدادتركيز السموم بها ومن الثابت أن المنتظمين على أكل الأسماك يوجد فى أجسامهم نسبه أعلى من مادةMethyl mercuryعن غيرهم

د / مياه الشرب ومياه الصرف الزراعى:
تعتبر مياه الشرب أكثر مصادر التلوث بالزئبق لعدم إتباع قواعد الأمن البينى حيث تقوم المصانع فى كل بلاد العالم الثالث بإلقاء مخلفاتها المحتويه عادة على الم عادن الثقيلة فى المجارى المائية ويمثل نهرالنيل أكثر الأنهار تعرضًا للتلوث بدأ من منابع النيل حتى فرع النيل عند رشيد وا لتى يعتبر مياهه أكثر



المياه تلوثًا ويلحقه فى ذلك فرع دمياط.
تلقى المصانع ومحطات الكهرباء ملايين الأطنان من المخلفات السائلة فى المجارى المائية التى تنتهىب إختلاطها بمياه الشرب أو وصولها إلى المناطق الزراعية من خلال شبكة الرى المختلطة بمياه الصرف الزراعى لتمتصها النباتات ثم تتركز فى الحبوب والثمار وبالتالى تصل إلى جسم الإنسان وتتراكم في الأنسجة الرخوة به
وقد قامت هيئتى الأمن ا لبيئى والأمن الغذائىEPA, FDAبالولايات المتحدة بنشر تحذيرات من خطورة تراكم الزئبق في الأسماك كما قاموا بتحذير الحوامل والمرضعات والمتزوجات حديثًا من كثر ةأكل أسماك التوناوغيرها من الأسماك الكبيره حيث يتم إنتقال الزئبق للأطفال عن طريق Tuna الرضاعة مسببًا لهم أمراضًا عصيبة خطيرة.

2ـالرصاص Lead contamination

هناك مصادر عديده يتعرض فيها الإنسان لسميه الرصاص منها البويات البنزين ميا ه الشرب الملوثه أثناء تصنيع البطاريات ومنتجات الكاوتشوك والزجاج والمنتجات المحتوية على الرصاص بالإضافة إلى أبخرة أكسيد الرصاص الناتج أثناء هدم المصانع القديمة وتستمر آثار الرصاص فى البيئة لعشرات السنوات وتعد حوائط المنازل المطلية بالبويات مصدرًا دائمًالإسنشاق أبخرة الرصاص.ويؤدى التعرض للرصاص عن طريق شرب الميا ه الغير نقيه أو المعيشة فى المناطق الملوثه إلى إختلال فى وظائف المخ وتغيرفي السلوك العصبى فى الإنسان الذى يؤدى إلى ضعف المقدرة على الإدراك وقلة الذكاء1Q...أما السلوك العدوانى فهو أهم أثر من آثار التلوث بالرصاص

٣ / الألمونيومAluminum contamination

كما فى باقى المعادن يمتص الجسم الألمونيوم ثم يتراكم فى الأنسجه الرخو ه مؤديًا إلى حدوث أمراض خطيرة منها هشاشة العظام الانيميا الصداع وضعف الذكاء مشاكل فى الكلام ضعف الذاكرة وضعف شديد فى الأعصاب..كما توجد علاقة كبيرة بين تركيز الألمونيوم بالأنسجة الرخوة ومرض الزاهيمر وقد وجد فى حالات الوفيات بهذا المرض أن تركيز الألمونيوم فى المخ كان ٤ مرات قدر الالمونيوم فى الحالات العادية

مصادره


Antiperspirant أ مضادات العرق
يدخل الألمونيوم فى تركيب مضادات العرق حيث يمتصه الجسم ولذلك يفضل الإستغناء عنه ا تمامًا
وإستخدام الصابون العادى والمياه أو إستخدام حامض الستريك أو الليمون أو بيكربونات الصوديوم.

Water ب المياه
وجدت علاقة بين مرض الزهايمر وشرب مياه ملوثه بالألمونيوم. لذلك يجب عمل اختبار لمصدر مياه الشرب للتعرف على المعادن الموجودة بها ونسبها مع ضرورة اللجوء إلى إستخدام الفلاتر الحاجبه للأملاح والمعادن.



Other common source ج مصادر أخرى
ينصح بعدم إستخدام الأوانى المصنوعة من الألمونيوم بالرغم من قله خطورتهاعن المصادرالأخرى كذلك تجنب إستخدام رقائق الألمونيوم بقدر الإمكان. Aluminum foils
الإقلال من إستخدام الأدوية المحتوية على الألمونيوم مثل مضادات الحموضة بالرغم مما يذكرعنها من عدم امتصاصها بالجسم مضادات الإسهال والأدوية المستخدمة لعلاج الآلم والإلتهابات المحسنات المستخدمة فى صناعة المخبوزات والجبن المطبوخ ملح السفرة العادى أوراق التغليف
٧

Arsenic ٤ الزرنيخ
تدخل مركبات الزرنيخ العضوية فى تصنيع المبيدات الزراعية وفى حفظ الأخشاب وبمجرد خروج الزرنيخ إلى البيئة الخارجية فلا يمكن تكسيره ومعظم مركبات الز رنيخ تذوب فى الماء . ويعتبر الدخان الناتج عن حرق مخلفات أخشاب سبق معاملتها بالزرنيخ مصدرًا له ثم يدخل الجسم عن طريق التنفس..يوجد الزرنيخ أيضًا فى مياه الشرب خاصة مياه العيون ويعتبر التعرض للزرنيخ لفترات طويلة هو أحدأسباب حدوث سرطان المثانة والرئتين والجلد والكبد وممرات الأنف والكبد والبروستاتا.
أما التعرض لمستوى منخفض منه فيؤدى إلى حدوث غثيان و قيىء وزيادة إنتاج كرات الدم الحمراءوالبيضاء مع عدم إنتظام فى ضربات القلب ثم تدمير الأوعية الدموية والإحساس بشكشكة فى الأيدى والقدم ومع الوقت يحدث أسوداد للجلد ثم ظهور حبوب وتأليل على الكف ، وبطن القدم..لهذا فإنه من المفضل إذا كنت تشرب من مياه جوفية أن تختبرها لوجود الزرنيخ من عدمة..وفى عام ٢٠٠١ راجعت هيئةEPAالمعدل المسموح لوجود الزرنيخ فى مياه الشرب وقامت بخفضه من ٥٠ جزء /بليون ل يصبح ١٠ جزء فقط /بليون وبالرغم من ذلك فإن هناك بعض المتخصصين يعتقدواأنه لا يجب الا تزيد هذه النسبه عن ٣جزء/بليون.

Cadmium ٥ الكادميوم

ينتقل الكادميوم إلى الغذاء و عن طريق دخان السجائر ومعروف عنه أنه معدن مسرطن
ويحدث ذلك بطريقتين.
الأولى : إحداث ضرر مباشرللدناDANوأيضًا إحداث إضطر اب فى نظام إصلاحه وهو النظام الذى يعمل على عدم تشوه المادة النووية بالخلية وبالتالى منع حدوث السرطان.
والكادميوم مثله مثل باقى المعادن ينتقل إلى الجسم ويتراكم به ولو بعد فتره طويلة حتى ولو بنسب صغيرة..بنسبةوينتشر فى الهواء أثناء إجراء عمليات التعدين الصناعة حرق ا لفحم مخلفات المنازل ويرتبط الكادميوم مع حبيبات التربةثم يذوب فى الماء ويتراكم فى النباتات و الأسماك والحيوانات ويتواجد بنسبةعالية فى الأسماك المحاربه والكبد والكلاوى واللحوم.ولا يقتصر تعرض الإنسان للكادميوم فقط عن طريق الغذاء ولكن أيضًا من خلا ل شرب مياه ملوثه أوإستنشاق هواء ملوث به قرب أماكن حرق المخلفات وأيضًا عند العمل فى صناعة البطاريات أو لحام المعادن. كما يتواجد الكادميوم أيضًا فى دخان السجائر..لذلك فإن التعرض لهذا المعدن ولو بنسب قليلة ومستمرة لفتره طويلة عن طريق التدخين يؤدى إلى مشاكل فى الكلى وأمراض الرئتين هشاشة العظام وحدوث ضغط دم مرتفع مع مشاكل فى وظائف الكبد وتحطيم خلايا المخ.
هل هناك من أمل للتخلص من المعادن الثقيلة المتراكمة بالجسم:
يوجد بالوقت الحالى العديد من المشاريع بالولايات المتحدة وأوربا تبحث فى هذا المجال بإستخدام طحلبيChlorella الكلوريلا[glint]والإسبيروليناSpirulina
لمساعدة الجسم على التخلص البطىء من هذه المعادن.وتكسيرها فى فترة تتراوح بين ٣ الى ٦ أشهر ونحن فى إنتظار النتائج النهائية لهذه الطرق ربما تصبح وسيلة لإنقاذ الإنسان من التسمم والتلوث بالمعادن الثقيله السامة فى المستقبل القريب.
ولا يقتصر تعرض الإنسان للكادميوم فقط عن طريق الغذاء ولكن أيضًا من خلا ل شرب مياه ملوثه أو
إستنشاق هواء ملوث به قرب أماكن حرق المخلفات وأيضًا عند العمل فى صناعة البطاريات أو لحام
المعادن. كما يتواجد الكادميوم أيضًا فى دخان السجائر.

إعداد
أ.د/ محمد عبد الرحمن الوكيل – أستاذ أمراض النبات – جامعة المنصورة
عضو الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب